المعرض الذي تقيمه وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يحمل في انعقاده دلالات مهمة أكدت إلى جانب ما يعنيه من استمرار العمل المؤسساتي على أكمل وجه، إصرار الدولة السورية على استمرار تمسكها بالثوابت الوطنية والحضارية وعلى تبنيها واحتضانها للعقول المنتجة والمبادرات الإبداعية لأبناء الوطن التي تساهم في عملية البناء الاقتصادي والاجتماعي للبلاد ، ومن هذا المنطلق ندرك حجم الاهتمام الرسمي والمؤسساتي الذي حظي به هذا المعرض في دورته الحالية السادسة عشرة التي تستمر فعالياتها حتى الحادي عشر من الشهر الجاري .
الجدير بالاهتمام أن تأتي هذه الدورة لمعرض الباسل للإبداع والاختراع بالتوازي مع مبادرة الوزارة لإطلاق المسابقة الوطنية للإبداع والاختراع والتي تتم لأول مرة على مستوى القطر والتي تهدف إلى رعاية المبدعين والمخترعين من مختلف الفئات العمرية وتشجيعهم على متابعة مسيرتهم الإبداعية من خلال توفير المعلومات والخدمات المناسبة لهم لرفع المستوى العلمي لإبداعاتهم واختراعاتهم وتدريبهم على الاعتماد على المعلومات التقنية التي توفرها قواعد البيانات العالمية. وتسليط الضوء على الإبداعات الفائزة التي يمكن تحويلها إلى مشاريع مفيدة ذات جدوى اقتصادية والعمل على ربطهم مع المستثمرين.
بالتنويه لما سبق ثمة دعوة نطلقها للمهتمين بهذا المعرض تؤكد ضرورة ألا تقتصر المشاركة على مبادرات المبدعين وحدهم بل لأن يتجه الاهتمام إلى توظيف أشمل لهذه المبادرات وتوجيهها نحو مسارات تنموية تحتاجها البلاد مستفيدين من روح الفريق الإبداعي التي تحفز عقول المشاركين لتقديم الأفضل ، كما نجدها فرصة للاستفادة من طاقات المبدعين السوريين لتقديم الحلول التي تساعد على زيادة الإنتاج حيث يتطلب الأمر وفي ذلك غاية نتطلع إليها جميعاً في وقت يسجل فيه الشباب السوري نجاحات مميزة على المستوى العالمي في مجالات العلوم والتقانة والبرمجيات ، فهل يكون معرض الباسل للإبداع والاختراع ومسابقته الوطنية بوابة العبور نحو مستقبل أفضل ؟