تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعـد عـام..!

الافتتاحية
الخميس 21-1-2010
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لتنصيب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة.. يعني أنه أمضى في البيت الأبيض ربع المدة التي اختاره الشعب الأميركي لإدارتها مبدئياً..

أقل ما يقال في عمل إدارته خلال هذه الفترة أنه بطيء.. متردد.. بل.. ربما مرتبك بعض الشيء..‏

لقد انتخبه الشعب الأميركي بإقدام فريد كرجل تغيير وسلام ولو كان هذا الشعب يريده متشبهاً بسياسة المحافظين الجدد.. لاختار المرشح الجمهوري..‏

قال: التغيير والسلام.‏

فقالوا له: هو لك.. هيا افعل.‏

بعد عام.. ورغم أن أوباما حقق بعض النجاحات على صعيد معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثر في تفاقمها سياسة الإدارة السابقة «المحافظون الجدد» إلا أن مؤشرات عديدة تؤكد تراجع شعبية الرئيس أوباما.‏

بالأمس فاز الجمهوري «سكوت براون» في انتخابات فرعية في ولاية «ماساشوسيتس» ليحتل مقعداً في مجلس الشيوخ بعد أن شغله الديمقراطي الراحل إدوارد كينيدي لنحو نصف قرن.. والمعروف عن هذه الولاية أنها ذات صبغة ديمقراطية.‏

الصدمة شديدة.. ليس لأن مرشحة أوباما الديمقراطية «مارتا كوكلي» خسرت بعد منافسة شرسة مع «سكوت» بل لأن ذهاب هذا المقعد من الديمقراطيين إلى الجمهوريين ليتمتعوا بـ «41» مقعداً من مئة.. يعطيهم إمكانية تعطيل القرارات التي يريدها أوباما وإدارته وفي مقدمتها برنامج إصلاح النظام الصحي الذي يعتبر أهم بنود سياسة أوباما.‏

طبعاً لا ينتظر الرئيس أوباما وإدارته نصائحنا ليعلم خطورة التردد في إظهار مواقف قوية تسير به نحو تحقيق الأهداف المعلنة لعناوين برنامجه السياسي الذي أعلنه في فترة الترشيح للانتخابات وأكد عليه عندما نُصب رئيساً للولايات المتحدة.‏

برأينا أن الخيوط لم تفلت بعد من يدي الرئيس أوباما وإدارته.. لكنها تحتاج إلى الشد الحقيقي بجرأة.. ويأتي الاتجاه للسلام العالمي وإيقاف الحروب في مقدمة الوعود التي أطلقها الرئيس أوباما، والذي نراه.. أن الحروب زادت وآفاق السلام ضاقت.. وضمنها أو في مقدمتها مشروع سلام الشرق الأوسط..‏

لا نستطيع القول: إن سلام الشرق الأوسط هو الشغل الشاغل للأميركيين ولا سيما تحت فعل التأثير الكبير للدعاية الإسرائيلية على المجتمع عامة هناك.. وهي عامل الإعاقة الأول والأخير في مشروع السلام في المنطقة.‏

ربما ارتفعت نسبة الأميركيين الذين لم تعد تنطلي عليهم الدعاية الإسرائيلية برغبتها في السلام ولاسيما بين النخب السياسية والاجتماعية، لكن.. ما زالت الرؤية لحقيقة المواقف وما يجري في الشرق الأوسط تمرّ بنسبة غالبة من المنظار الصهيوني الإسرائيلي.‏

نجاح مشروع سلام في منطقة من أكثر المواقع في العالم سخونة وتشابكاً بالمساهمة والدعم الأميركيين هو نجاح سياسي كبير لايمكن لأحد أن يتجاهله، وأيضاً غضّ النظر عنه أو التباطؤ فيه، هو إخفاق لا يمكن تجاهله.‏

سلام الشرق الأوسط لم يعد يصلح ليكون مشروع النيات الطيبة.. لأنه تجاوز مرحلة «أن ننوي» والأخطر من التردد والبطء الأميركيين في هذا المشروع.. أن يمشي في طريق لا توصله أبداً إلى الهدف.‏

لا بدّ للإدارة الأميركية من أمرين تأخذهما على محمل الجدية والسرعة:‏

1-مواجهة أطراف المشروع المعطلة له.‏

2-ضمان تحقيق السلام وفق الأسس المعلنة دائماً في السياسة الأميركية.. الأرض مقابل السلام.. وقرارات الشرعية الدولية.‏

أما أن يكون للسياسة الأميركية هدف واحد هو أمن إسرائيل بغضّ النظر عن مواقفها المعطلة لعملية السلام.. فذلك سير ربما في الاتجاه المعاكس.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 22/01/2010 19:46

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : كشف حساب أوبامي خلال سنة مضت ، وبهذا أقول : 1 - ما نزال نحن العرب نسمع من الرئيس أوباما جعجعة ولم نرَ طحينا ؛ 2 - هل سيكون حالنا معه كحال ذاك الذي أخذ (شيكاً) من صاحب العمل ، فهرول إلى المصرف فرحاً لصرفه ، وعندما وصل إلى كوّة الموظف اكتشف بأن (الشيك) دون رصيد ، فعاد خائباً حزينا ! 3 - لقد فشل في أول اختبار له أمام العنصري نتنياهو في موضوع المستوطنات ؛ 4 - في العراق نراه حائراً ؛ 5 - في أفغانستان ما يزال يعمل بعقلية الإدارة السابقة ؛ أي ضمن معادلة (الحلّ العسكري فقط) ؛ 6 - أسأل الرئيس أوباما (وأتمنى أن يصله السؤال) : ما هو الفرق بين إرهابي نيجيري حاول تفجير طائرة ركاب أمريكية براكبيها وهي في الجو ، ورئيس يمنع شركة إيرباص من بيع قطع غيار لطائرات شركة الطيران العربية السورية ؟ منطقيا لا فرق !

جلال ابراهيم الحسن  |  hasanpavlova@gmail.com | 22/01/2010 23:33

المطلوب من رجل الدولة هو أن يسأل نفسه هل المقصود هو إيذاء هذا الطرف ومحاولة السيطرة عليه دون الطرف الآخر .المهم في إتخاذ القرار الصحيح هو تفسير الظاهرة أو الحالة تفسيرا موضوعيا حتى يكون على قدر المسؤولية كدولة عظمى ! إن السلوك الخطر الذي تتبعه الولايات المتحدة في التعامل مع المسار السوري ومحاولة تحييد هذا المسار وعزله عن المسارات الأخرى سيكون له تتدعيات في المستقبل قد تؤثر على منطقة الشرق الأوسط بأكملها . بالأساس هناك فعل من طرف الولايات المتحدة وإذا كان هناك فعل , بالمنطق فيجب أن يكون له رد فعل . فأين هنا رد الفعل العربي ؟؟ وقاحة تصرف العدو اتجاه عملية السلام إن دل انما يدل على ضعف الدبلوماسية العربية التي أظهرت عدم جديتها في التعامل بحل المشاكل العالقة واقناع الأطراف المشاركة بعملية السلام بحقنا العادل . الدبلوماسية العربية يجب أن تكون أكثر حزما وأكثر وضوحا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية