تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من عفرين إلى زيزون ...عودة الروح

ثمَّ إنَّ
الاحد 14/5/2006
أسعد عبود

أولاً أنا لا أعني أن الروح كانت خرجت من الجسد .. أبداً.. بل حاصرتها منغصات ثلاث :

1- كل من يتذكر يعلم أن مسألة استصلاح الأراضي و مشاريع الري و السدود و ما تعنيه على صعيد الحصاد المائي و الزراعة و الامن الغذائي ورفع سوية المجتمعات .. كانت الحلم الاول الذي استنهض الهمم منذ ستينات و سبعينات القرن الماضي ... من حلم سد الفرات وارواء أكثر من / 640 / الف هكتار, إلى سدود الخابور و إرواء أكثر من / 150 / الف هكتار .. و كان جهداً كبيراً عظيماً و مشاريع ضخمة متتالية .. ثم ..?! .. كان ثمة انكسار في الاحلام و صل درجة أننا لم نعرف كيف نلملم البساط الذي فتحناه على تلك المنطقة لقراءة تراتيل الانشاد للحلم القادم .‏

إذا قلت ان مشروع استصلاح الاراضي بعجره و بجره كان فاشلاً سيكون في ذلك ظلم للحقيقةو التاريخ .. و إذا قلت ان المليارات التي قبرت في تراب تلك البوادي لم يكن لها مكان أن تعمل و تنتج فيه بشكل أفضل ..أيضاً كان في ذلك افتراء على العلم و الحقيقة .. و ذكريات ما جرى كانت دائماً منغصاً للروح .. لا سيما عندما وصلنا إلى حالة من التوجهات أشعرت الكثيرين بأن مثل هذه المشاريع الضخمة باستثماراتها بعيدة المدى التي تتصدى لها عادة الدولة قد اصبحت فقط ذكريات .‏

2- المنغص الثاني كانت زيزون وما أدراك ما زيزون .... كان انهياراً في الحلم فاق حتى الانهيار في جسد السد .... كان الوقع الذي أحدث طوفاناً لم يكن أحد يستطيع أن يقف في مواجهته ... واندفع من خلف السد سيلاً من كذب علا هديره هدير المياه المنسابة ? .... الكذب بنوعيه .... الذي كان مخبأ خلف جسم السد .... والذي حوته التحليلات والتقارير والاتهامات والتبليات التي جاءت من أمام جسم السد المنهار .‏

3- منذ كان الحلم في أوجه .... أيام الفرات الزاهية .... كان صوت خجول يسأل .... ترى أما من مواقع أخرى ومناطق أخرى تستطيع بإنفاق أقل أن تؤتي نتائج أفضل ..?!‏

لاسيما في المناطق التي عرف أهلوها الزراعة وخبروا طريقة الزراعة المروية والتعامل مع جر المياه .... طبعاً ورغم انخفاض نبرة , الصوت الخجول .... كان ثمة ارتدادات له لا تنسى .... فنشأت مجموعة من مشاريع الري واستصلاح الأراضي في حوران وحوض العاصي والساحل السوري وحلب و غيرها ... وللحدث الانجاز الكبير الذي دشن بالأمس في محيط سد السابع عشر من نيسان في عفرين الخضراء أم الخير والزراعة المعطاء‏

وللحدث الثاني الذي سيعني رد الاعتبار لزيزون وسدها والمهندس السوري وكفاءته.‏

للحدثان كبير التأثير لعودة الحيوية الى الروح.‏

توزيع المياه لإرواء / 14/ الف هيكتار في منطقة عفرين هو حدث اقتصادي اجتماعي لافت في أهميته .... هو شعاع من ضوء وفعل في منطقة تستحق كل التكريم اذ نقرأ بدقة في جهود ابنائها مجسدة في الحقول والبساتين .... الفعل يجيب أكثر بكثير من القول .... وري / 14/ الف هيكتار في منطقة عفرين هو فعل عطاء من الوطن إلى أبناء الوطن .... والحصاد سيكون قريباً .... وسيكون وافراً ..... وسيكون للوطن.... وإعادة بناء زيزون .... فعل يرفض الاستسلام .... ويرفض الرد على النكسة بالخطب والتحليلات والتحقيقات الصحفية .... وغداً إذ يعلو البنيان .... وتترقرق المياه بحيرة جديدة زاهية صلبة الجدران .... سننسى .... لعلنا ننسى تلك النكسة التي كانت قريبة من طلوع الروح التي حصلت يوماً في زيزون .‏

في يومين اثنين متتاليين , الجمعة والسبت , عطلة نهاية الأسبوع حيث دشن السيد رئيس مجلس الوزراء مشروعا ووضع حجر الاساس لآخر, لعله كان موعداً لنهاية العطالة التي ربما يحاول كثيرون أن يحيطوا بها أرواحنا وها نحن نتنفس من جديد وبعمق .‏

تعليقات الزوار

احمد |    | 14/05/2006 11:11

هل عرفتم سبب انهيار السد

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية