خروج واشنطن على مواقفها وتنكرها لكل شيء حتى لخطة خارطة الطريق السيئة الصيت لن يكون محور نقاش لان القاعدة عند الادارة الاميركية الحالية باتت متطابقة مع القاعدة الاسرائيلية لجهة نقض العهود والوعود وعدم الوفاء بأي منها , ويبدو اكثر اهمية على ماهو قادم نظرا لخطورته في ظل التطابق والتوحد الاميركي الاسرائيلي.
فبعد ان تلقى اولمرت تطمينات رايس ودعم بوش .. وبينما يستعد لزيارة واشنطن راح يعيد النظر في خطته والملفات التي سيحملها معه , وقد تبين له ضرورة استبدال مصطلح الحدود الدائمة ببدعة الحدود القابلة للحماية , والسعي الى الحصول على موافقة الولايات المتحدة.. وكانها المعنية وصاحبة الارض والحدود التي سيجري رسمها.
ومن غير المستبعد ان تجد واشنطن في طرح اولمرت الجديد طرحا اكثر ملاءمة لجهة انه يساعد على تحقيق السلام , فضلا عن انه يخدم اهداف ومخططات ومشروعات اسرائيل المستقبلية سواء لجهة ضم اراض فلسطينية جديدة او لناحية الابقاء على سيطرتها على غور الاردن والسفوح الشرقية لجبال الضفة , ذلك انه ثبت بالدليل القاطع ان كل خطاب او مشروع اسرائيلي يتم طرحه وتداوله سرعان ماتتبناه واشنطن بالمطلق وسرعان مايصبح جزءا من خطابها واستراتيجيتها لصنع السلام المزعوم في المنطقة.
واذا كان من غير الممكن هنا استحضار المواقف الاميركية المتطابقة مع المخططات الاسرائيلية , فانه يكفي استحضار تصريحات الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف الاخيرة من ان السلام مع الفلسطينيين سيؤجل لعقد اخر من السنين بسبب اتساع الفجوة بين الجانبين , وفي المقابل استحضار التصريحات الاميركية التي تقول رايس في احدها: لا يمكننا تجاهل ان هناك حكومة فلسطينية لا تعترف بالمتطلبات اللازمة لمفاوضات السلام , ومن ان المفاوضات تقتضي وجود شريك هو غير متوفر على الساحة الفلسطينية ... الا يشكل تصريح رايس ترجمة حرفية لما قاله كتساف??.
لقاء بوش اولمرت لن يضع اسسا جديدة للعلاقة بينهما, لكنه سيمنح الاخير تفويضا ودعما لخطة الفصل الاحادية ولاستكمال بناء جدار الفصل وقضم الاراضي وبناء المستوطنات لطالما كان تنفيذ هذه الخطة يتطلب ذلك ويقتضي الزعم بان الحدود التي سترسم هي حدود قابلة للحماية ولتبقى التصريحات الاميركية المعارضة للجدار والاستيطان مجرد فقاعات تتطاير في الفضاء بينما يجري على الواقع تنفيذ مااتفق عليه في البيت الابيض.