ذلك المبنى الأزرق الذي يتوسط تقريبا منطقة المزة.., ننعطف بعيداً عن الطريق الرئيسي، لندخل إليه من البوابة الخلفية، متمهلين أو مسرعين حسب الفعالية التي نحضرها..
زياراتنا لها طابع عملي، حضور ندوات، مؤتمرات.. يقيمها الاتحاد بين فترة وأخرى.. ولكن مدى معرفة إلى أي درجة أثرت بنا، فأمر آخر..!
ولكن عموماً.. فإن تلك الزيارات الثقافية وغيرها.. سربت إلى وعينا مبكرا أحلاماً ثقافية.. نعيش الآن صدى خيبة عميقة ونحن نراها تركن مهمشة..
بالطبع لايمكن القاء المسؤولية على عاتق اتحاد الكتاب العرب وهو يحتفل بذكرى نصف قرن من العمل الفكري، و نقلل من أهمية ماعاشه, من محاولة ترسيخ الأبعاد الثقافية لكافة فروع الأدب ومنابعه.. التي يحتضنها في جمعياته..
ولاشك انه فيما مضى تمكن من تقديم نماذج وشخصيات فكرية، ستبقى في أذهاننا ماحيينا، ولكنها غالباَ حالات فردية اشتغلت بمفردها على تكوينها الإبداعي، وتمكنت بجهدها من الرسوخ في وجداننا..
الاتحاد بعد نصف قرن.. هل نجح في تكريس حالة إبداعية فكرية، مؤثرة على صعيد المثقف أولاً..
وعلى صعيد العقل الجمعي..؟
هل تتشابك مكانته المعرفية, المعنوية، مع مختلف المؤسسات الثقافية لتدعم انتاجاً ورؤى ونقاشات ثقافية مثمرة..؟
هل سيدخل الاتحاد منعطفا جديدا..؟
هل سيتمكن من الاشتغال, بما يتلاءم مع رهبة التحولات التي نعيشها..؟
خاصة وأننا نعيش مرحلة بقدر ماهي شائكة سياسياً، إلا انها مغيبة ثقافياً.., ويكاد يكون أثرها العملي على أرض الواقع مفقودا، لهيب المرحلة، وأنينها الخاص، يجعلنا نرتعد ونحن نستعد للمجهول القادم.. مجهول لايكفي معه الندوات والمهرجانات، وبيانات الشجب والادانة..
فهل نعتبر هذه المناسبة فرصة للبحث في آليات واستراتيجيات عمل فكري فاعل ومؤثر، يخترق الوعي الجمعي، بعيداً عن المهام الوظيفية الاعتيادية..
مناسبة تجمع المفكرين للبحث عن ادوار ثقافية مغايرة، تفعَل صوت الاتحاد وتقوي حضوره، في مختلف امتداداته الفكرية علها تتعرش نحو عقل جمعي بات يهدر بعيداً عن صوت الثقافة وعوالمها الفذة.
soadzz@yahoo.com