تتناقض الولايات المتحدة الأميركية في قراراتها وأفعالها بما يخص سياستها إزاء سورية.. وسواء أكان هذا التناقض نوعاً من التخبط أو التناقض على خلفية سياسة ما هي «الفوضى الخلاقة»، فهو من دون شك وبكل الأحوال انحدار في تلك السياسة إلى أرذل العمر وإصابتها «بزهايمر سياسي»، أو «وهن شيخوخة».
في أغلبية تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما يتبعه من تصريحات لإدارته، فإنها تأتي في ظروف آنية لحظية ومطلبية، الهدف منها جني انتصار كاذب، وتلميع صورة متسخة في الداخل الأميركي، أي للحصول على مصلحة شخصية وحسب مقتضيات المرحلة، فقبلاً خرج ترامب بمقولة: إن قواته انتصرت على «داعش» الإرهابي في سورية، وقضت عليه نهائياً، وكان ذلك لتبرير انسحاب قواته من الجزيرة السورية، ولاحقاً عاد متراجعاً لإبقاء قواته المحتلة في سورية، تحت ضغط إسرائيلي وتيارات متنازعة بإدارته، لدعم الميليشيات الانفصالية، ولنهب خيرات سورية، ولا سيما النفط بذريعة عدم وقوعها بيد «داعش» الذي انتهى وسقط بحسب مزاعم ترامب سابقاً.
اليوم.. ولأن الجهر بسرقة النفط السوري يعتبر جريمة دولية، وأسلوب عصابات، وجدت إدارة ترامب أنه من الأجدى سرقة النفط، لكن بغطاء «محاربة داعش» الذي قضى عليه ترامب قبل حين، لكن الضرورات تجيز المحظورات، ومن هذا المنطلق وجب إعادة إحياء «داعش» الإرهابي من أجل أن يمتطي ترامب ظهر التنظيم الإرهابي لسرقة خيرات سورية.
اللافت والمضحك في سياسة ترامب، تعويم مجموعات وشخصيات، لتكون في مرحلة ما «حصان طروادة كداعش»، أو لتحويلها مداساً لتطأ أرض سورية، ما كانت لتقدر على دخولها لولا تلك الوسيلة والميليشيات والمجموعات الانفصالية أنموذجاً.
moon.eid70@gmail.com