تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أبعد من هزيمة

البقعة الساخنة
الخميس 31/1/2008
علي نصر الله

لاشك أن تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية في إخفاقات عدوان تموز 2006 على لبنان الذي جرى تسليمه واعلانه ينطوي على ما هو أعمق وأبعد من الاعتراف بالهزيمة , ويحمل دلالات ومؤشرات تؤكد وهن وهشاشة المجتمع العسكري والسياسي الاسرائيلي .

ويأتي صدور كتاب ( بيت العنكبوت) في اسرائيل بالتزامن مع تقديم تقرير لجنة فينوغراد ليؤكد حقيقة فشل وعجز المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية الاسرائيلية في المحافظة على الكيان الذي اريد له أن يكون قوياً ومتفوقاً ومتماسكاً خلافاً للواقع الحالي.‏

فالائتلاف الذي يحكم اليوم بموجبه أيهود اولمرت والذي يضم أحزاب كاديما والعمل وشاس , صحيح أن التطرف قاسمه المشترك الذي يجمعه , لكن التردد وعدم الثقة بالمستقبل أيضاً هو قاسم مشترك آخر يجمع فيما بين هذه الأحزاب , ذلك أن الانقسامات والصراعات حتى داخل الحزب الواحد وليس داخل الائتلاف هي سيدة الموقف.‏

وليس أدل على ذلك من التطورات الأخيرة التي عكست مواقف ورؤى متباينة وفي أحيان أخرى متناقضة بين قادة الحزب الواحد إزاء إخفاقات عدوان تموز والمسارات السياسية الاخرى, لاسيما بين باراك زعيم حزب العمل وايتان كابل الامين العام للحزب , وبين اولمرت وليفني في كاديما, وبين الزعامة السياسية والروحية لشاس .‏

وكذلك الامر بالنسبة للانقسامات الحاصلة في المؤسسة العسكرية بعد استقالة وزير الحرب بيريتس ورئيس الاركان حالوتس وغيرهما من الجنرالات , فضلا عن الانقسامات الحادة في المجتمع الصهيوني حيث وصلت نسبة تدني شعبية اولمرت الى مستويات غير مسبوقة .‏

وعليه فإذا كان من غير المؤكد ما اذا كان تقربر فينوغراد سيطيح بأولمرت أم لا , وما إذا كان سيثبت له عكس ما قاله مؤخراً لمؤيديه من انه عليهم التحلي بالهدوء لان سنوات طويلة ما زالت أمامه في السلطة, فإنه من المؤكد أن المئة ألف وثيقة التي جمعتها اللجنة وال /740/ صفحة التي يحتويها التقرير فيها ما يشير على نحو شديد الوضوح الى حالة وهن وضعف تؤشر بدورها الى ابعد من الهزيمة في تموز.‏

وربما يكون استحضار ما قاله الرئيس الاميركي في اسرائيل مؤخراً اكبر دليل على ذلك , فما يبقي اولمرت هو بوش ودعمه .. وبوش نفسه هو من اعترف بأنه طلب من مضيفيه الاسرائيليين على حفل عشاء ان يتمسكوا بأولمرت في هذه الاوقات العصيبة .. واستطرد وقال أكثر من ذلك , الامرالذي دفع بوزيرة خارجيته رايس لان تمرر له قصاصة تطلب فيها من رئيسها ان يخرس..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية