يحاول والصوت الغربي المتنفذ المتحالف معه ,لا وضع الجلاد على قدم المساواة مع الضحية ,وإنما تجريم الأخيرة وتجريدها حتى من أبسط حقوقها في الدفاع المشروع عن النفس ,والمقاومة للمحتل والتصدي لإرهابه وعدوانه المستمر بكل الوسائل المتاحة ? !
هذا العجز المشكوك في أمره والتهرب المرفوض بإطلاق ,يطرحان مجدداً وبقوة مجموعة لا تنتهي من التساؤلات ,حول مدى جدوى المنظمة الدولية ومستقبلها ,ولاسيما أن المحفل المشار إليه هو الجهة الرئيسة المعنية بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ,والمؤتمنة على مصائر الشعوب وصيانة حريتها واستقلالها ,لا تزال حتى اللحظة تتلكأ بل وتمتنع عن الاضطلاع بدورها,وتحمل مسؤولياتها في هذا الجزء المتفجر من العالم ,وتمارس دون تجنٍِ أو تحامل دور المتفرج و ( شاهد الزور ) على ما يجري منذ عقود وحتى اليوم ,من قتل عنصري أهوج وسفك للدم وحروب توسع وأعمال عدوان هي نتاج العقلية الصهيونية والترجمة الوحشية القذرة لعقيدتها .
ومما لا شك فيه أن التداعيات المترتبة على ذلك كبيرة وجد خطيرة ,إذ ان استمرار غياب الإرادة والموقف والقرار ,والتعطيل الأمريكي المتعمد وتغليب منطق القوة وشريعة الغاب وتبني طروحاتها ولغتها ,هو شكل فاضح وصارخ من الظلم والقهر الذي يكافئ كيان الإجرام الصهيوني ,ويشرع له نهج العربدة والاستباحة والذبح والتهويد ,لاستكمال مشاريع التركيع والإلغاء للإجهاز على ما تبقى من الشعب الفلسطيني والتصفية النهائية لقضيته .
في الأساس لقد جرى التحذير من مغبة التعويل على المجلس ,واستمرار المراهنة على حلول أمريكية أو غربية موازية خبرناها جيداً ,يمكن أن توقف التدهور والمأساة الحاصلة ,وتنتصر لقضية هذه الأمة وقضية الشعب الفلسطيني ,وتضع حداً لآلامه ومعاناته الإنسانية الطويلة ,وشددنا ولا نزال على المسؤولية المشتركة ,ووجوب أن يكون الرد العربي في مستوى الأحداث ,وسوية
جرائم إسرائيل وفظاعاتها ,التي نرفض ولو اجتمع العالم كله ظلماً وعدواناً على دعمها ,أن تمر وأن تبقى بلا عقاب ,وأن يظل أصحابها استثناءً خارج سلطة القانون الدولي وقرارات شرعيته ,الجاري تطبيقها وللأسف الشديد بصورة انتقائية مجحفة وتسيس فاضح في مكان ,وتهاون ولا فاعلية في أمكنة أخرى ومتى تعلق الأمر بإسرائيل ? !