وإذا أخذنا (أحد النماذج للمخالفات) كواقع قائم لا يعني إنه لا توجد مخالفة واضحة وصريحة سواه, وإنما هو نموذج يحتوي على كل أنواع المخالفات, لا بل الأهم في هذه الواقعة, أنها حظيت بالكثير من الاهتمام, سواء من الجانب المتضرر الذي ناضل بكل قوته للتخفيف من الهزات الارتدادية لهذه المخالفة, أو من تراجع الجهات المعنية صاحبة القرار عن قراراتها, بعد أن وافقت على الهدم, وصرحت بإعادة المخالفة بشكل آخر بمباركة وتغطية رسمية, وتفاصيل تلك الحكاية تقع في ضاحية تشرين السكنية, وبالتحديد في روضة الأطفال (حلم الطفولة) الذي هدم سورها بصك رسمي لمخالفته وتعديه على أملاك القطاع العام, وإعادة بنائه بشبك معدني بديلاً من الاسمنت وبصك رسمي أيضاً?
وحجم المشكلة لا يقتصر بالتعدي على الرصيف (ممر المشاة), والتشوه الذي سببه هذا التعدي, كغيره من التعديلات في تلك المنطقة, وإنما أيضاً (اللعب) في أساس البناء والذي حين تقرر دراسة سلامته, من قبل لجنة من نقابة المهندسين, كان تقريرهم غير مطابق للواقع, وغير مطابق لتقرير اللجنة الهندسية من جامعة تشرين الذين استنجدوا بها لاحقاً?!
وهذا دليل لا مبالاة تلك الجهات المعنية بسلامة المواطن, فأي سلامة نستنجد وأي سلامة نعيش بها.. وأي حلم للطفولة في سكن يهدد أمنهم?
هذا جزء مما يجري في ضاحية تشرين, والتي نظمت كنموذج متميز للضواحي السكنية في اللاذقية على الأقل? والتي تتعرض لتغيير وتبدل بمواصفاتها باستمرار حتى أصبحت الضاحية بوضعها الحالي تختلف عن المخطط له. (فقضمت) كل أشكال الحضارة فيها, قضمت المساحات الخضراء ونفذت الأبنية فوقها, وقضمت الفسحات وممرات المشاة وقضمت الأماكن المخصصة للمخازن التجارية, وقضمت الأرصفة ومواقف السيارات.. وذلك ليس لعدم تسليمها إلى البلدية وحسب.. بل لتطنيش المعنيين في المحافظة والتغاضي عن كل أنواع المخالفات فيها وفي أماكن أخرى منها...