ولا ادري كم من الزمن سيمر قبل أن نشهده هذا المشهد ثانية, خاصة وأننا نعيش في ظل هذا التردي الثقافي والفني المسيطر!!
وإذا كان الناس متعطشين الى هذه الدرجة لكل ما هو جاد ومبدع فلمن اذا يروجون الابتذال ?!
ألا يدعونا هذا التناقض الى الاستغراب? ألا يفترض أن يواجه وألا نستسلم له بهذه الطريقة اللامبالية , وألا ننساق تاركين لهم ان يفرضوا ارادتهم على اعتبار أنها ارادة جمعية ! ليصبح التردي الذي يطرحونه المنطق الرائج , وفوق اي اعتبار او نقد..
نسمع يومياً أن الذوق العام هوالذي يريد ذلك وماذا عن الذوق العام الذي عشناه بطريقة لافتة خلال الايام الاربعة الماضية?!
أعتقد ان التردي الفني والثقافي الذي نعيشه ? إنما يتم فرضه من وسائل عديدة من أهمها وسائل الاعلام المختلفة , خاصة المرئية ولاهداف لها علاقة بتغييب العقل , والاستسهال الذي لايجعل الواقع الثقافي مترديا فحسب , بل ومنغلقا على تلك الحالة الضيقة التي تصدر كقدوة لجيل كامل , ولم تعد مشكلته فنية بقدر مالها علاقة بهذه الانكسارات والخيبات المتلاحقة التي تحيط به , فتجعله يهرب الى التهريج والسطحي لان العميق ينبش الجرح ويؤلمه!
لا أعتقد أننا أصبحنا أمة عقيمة ابداعيا, لا شك أنه يوجد الكثير من المشاريع الابداعية التي يمكن ان تتحول إلى فذة إن توفرت لها تلك الظروف التي كانت موجودة في فترات زمنية سابقة, قبل هذا التدهور التكنولوجي الذي فرض ايقاعه!!