تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثقافة القوة وقوة الثقافة

رؤية
الأحد 2/10/2005م
محمد قاسم الخليل

ونحن في مطلع الألفية الثالثة للميلاد يسود عالم اليوم نهج يرى استخدام القوة لفرض الهيمنة والسيطرة على العالم

في جميع جوانب المعرفة والاقتصاد والسياسة انطلاقا من فلسفة البقاء للأقوى, وهو نهج لايبتعد كثيرا عن فلسفة طبعت الفكر الاستعماري في القرن التاسع عشر.‏

وباعتبار ان قادة هذا النهج يملكون قوة حربية مدمرة يرون ان على الجميع الخضوع والاستكانة لما يريدون فرضه على الآخرين, وهم لايتوانون عن الصاق التهم وارتكاب المجازر بحق الشعوب الصغيرة المخالفة لافكارهم والعصية على الخضوع لهم.‏

ومن يقرأ التاريخ جيدا يرى ان هذه الفلسفة تتناقض مع حقائق التاريخ والجغرافيا, فالتاريخ يقول ان البقاء للفكر الانساني البناء الحضاري, وان لم يكن له دولة قوية تنصره, بينما يكتب تاريخ القوى المدمرة في صفحات سوداء لانها لاتمتلك فكرا انسانيا حقيقياً.‏

وقد مرت على المنطقة العربية قوى مدمرة استطاعت اجتياح اقطار عديدة خلال فترة زمنية قصيرة فارتكبت المجازر وهدمت البنيان وألقت الكتب في الأنهار,وننظر الآن فلا نرى لها أثراً, بينما بقيت الحضارة العربيةفي كل منطقة مرت فيها ولاتزال ثقافتها ومعارفها وصروحها العمرانية باقية حتى يومنا هذا رغم انحسار سلطانها السياسي عن تلك المناطق.‏

وهذا يؤكد ان قوة الثقافة هي الاقوى والأنقى والأبقى, بينما مصير ثقافة القوة الى زوال هذا مايقوله الماضي وهذا ماسيقوله المستقبل, وان كانت مؤشرات الحاضر لاتقول هذا.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 02/10/2005 01:11

اليوم في عصر المدنية الأمريكية التي بلا أخلاق تتغلب ثقافة القوة على قوة الثقافة, إنما النهاية دوما لقوة الشعوب عندما تمتلك إرادتها , وعندها تتفوق قوة الثقافة على ثقافة القوة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد قاسم
محمد قاسم

القراءات: 1989
القراءات: 1085
القراءات: 1058
القراءات: 1197
القراءات: 1317
القراءات: 1144
القراءات: 1013
القراءات: 1098
القراءات: 1024
القراءات: 1200
القراءات: 1269
القراءات: 1115
القراءات: 1501
القراءات: 1113
القراءات: 1295
القراءات: 1274
القراءات: 1722
القراءات: 1122
القراءات: 1694
القراءات: 1130
القراءات: 1143
القراءات: 1419
القراءات: 1319
القراءات: 1210
القراءات: 1993

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية