تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الهروب بانتظار التعليمات!

معا على الطريق
الخميس 28-11-2019
علي نصر الله

أُفق عملية جنيف الجارية هل أَغلقها الوفد المُرتهن للخارج بهروبه أم بانكشافه؟ وإذا كان لا يَمتلك قُدرة التعبير عن موقف إزاء الأولويات الوطنية - السيادة والاستقلال ومكافحة الإرهاب -

فما شكل الحوار الذي أتى من أجله؟ وما المسائل التي يريد طرحها إذاً وقد بدا مُتسلحاً بلاءات ترفض محاربة الإرهاب، ترفض الحديث عن وجوب تجفيف منابعه، وترفض الإشارة بالإدانة للدول والكيانات الداعمة له؟!.‏

الهروب من جلسات لجنة مناقشة الدستور، ورفض الثوابت الوطنية التي لا يَجوز إلا التمسك بها، قد يكون العنوان الحقيقي الذي يُعرِّف بهؤلاء، وبلا شرح مُطول يُبرز أن ردم الهوّة معهم يُلامس المستحيل، ويُوضح أن القصة ليست قصة خلافات على موضوع أو مسألة، ولا على أولويات أو برامج عمل، وإنما هي شيء آخر تماماً لن يكون لها أيّ محل من الإعراب في القاموس الوطني السوري.‏

إذا شكّل الهروب من جلسات الحوار سبيلاً عند أول طرح لما يُصنف وطنياً تحت باب المُسلّمات التي غالباً ما تُوضع بمقدمة الدستور - لا تحتاج لنقاش بل هي فوق أي نقاش - فما السبيل الذي سيَسلكه المُرتهنون للخارج غداً عندما تبدأ مناقشة ما ينطوي من مسائل على إشكالات حقيقية تحتاج الجرأة والشجاعة بمُقاربتها، والشفافية والصراحة للإحاطة بها، والإرادة والجدية للانتهاء بها إلى صيغة توافقية تَحفظ من جهة ولا تُفرط من جهة أخرى؟.‏

بالاستنتاج الواقعي والموضوعي المُستند إلى مؤشرات الشذوذ بمَسلكية أولئك، ربما ستصل الأغلبية الغالبة من السوريين إلى نتيجة واحدة لا ثاني لها تقول بفصاحة كل لغات العالم: هؤلاء لم تأت بهم إلى جنيف سوى غاية تَمرير أجندات الخارج، أو على الأقل جاؤوا تلبية لرغبات الخارج المُعادي إما تعطيلاً لعملية جنيف أو تفجيراً مُتعمداً لها، ليس هناك أي احتمالات أخرى.‏

على الرغم من أن التوصل لمثل هذه النتيجة يزداد رسوخاً، إلا أن الوفد الوطني السوري لم يَستعجلها، بمُقابل إظهاره مَقادير من الحكمة قد لا يَمتلكها حتى الحكماء المُعترف لهم بها، وبمُقابل التحلي بصبر قد لا يَتحلى به إلا العقلاء الراجحة وطنيتهم والمَملوءة عقولهم وقلوبهم اتزاناً وإيماناً، وبمُقابل ممارسة أقصى درجات ضبط النفس المَشفوعة بإرادة قوية قد تُبدي المرونة انطلاقاً من بوابة الحرص، لكنها لن تَقبل التنازل عن الثوابت بحال من الأحوال.‏

نُدرك، ويدرك الكثيرون معنا أن المُرتهنين - هؤلاء - لا يَملكون من أمرهم شيئاً، وأنّ الحوار معهم ربما هو مَضيعة للوقت، سيكون بلا جدوى ولا نتيجة، وهذا صحيح ودقيق، غير أن ما يَنبغي أن تفهمه الجهات الراعية والمُشغلة لهم بنهاية مطاف جنيف - بجولتها الحالية المُعطلة حتى الآن أو بالجولات القادمة إذا عُقدت - هو أن ما لم تُحققه بالحديد والإرهاب والنار لن يَتحقق لها شيء منه بالسياسة والنفاق أو بمُحاولة الاستخدام المُخادع لعناوين الحوار.‏

إذا كانت التعليمات الأولية تَفرض على وفد المُرتهنين إلى جنيف الكشف عن هذا المُستوى من الانحطاط، بانتظار صدور التعليمات الجديدة التي قد تَفتح على تناقضات أخرى، فإن مَجالاً واحداً لن يُفتح لتدخل خارجي في النصوص والوثائق الدستورية، وإنّ مكاناً مهما تَصاغر لن يُحجز للعملاء والخونة، ولا لدُعاة الفَدرلة والانفصال .. إنه القرار الوطني السوري القَطعي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12014
القراءات: 1473
القراءات: 1191
القراءات: 1350
القراءات: 1309
القراءات: 1108
القراءات: 1367
القراءات: 1219
القراءات: 1348
القراءات: 1428
القراءات: 1428
القراءات: 1497
القراءات: 1773
القراءات: 1147
القراءات: 1220
القراءات: 1166
القراءات: 1528
القراءات: 1345
القراءات: 1319
القراءات: 1396
القراءات: 1346
القراءات: 1366
القراءات: 1345
القراءات: 1642
القراءات: 1349
القراءات: 1229

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية