تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من البوابة السورية

البقعة الساخنة
الأحد 29-9-2013
 ديب علي حسن

سنتان ونيف والعالم مشغول كذباً وادعاء بالأزمة في سورية، سنتان وجوقات التآمر تجدد عزفها، تارة عبر مندوبين غير أصليين، وتارة أخرى تطل الأفاعي برؤوسها، عقدوا ندوات ومؤتمرات، صنعوا معارضة، ونصّبوا رؤساء حكومات،

وصالوا وجالوا، سخروا الإعلام العالمي إلا ماندر من أجل الوصول إلى مايريدون، فكانت فضائحهم تزكم الأنوف، إعلام لايعرف من الحقيقة شيئاً، ومعارضون بعضهم لايعرف أرض الوطن وليس بقادر على أن يحدد جغرافية سورية، وآخرون أتوا من العالم السفلي، عالم تجارة المخدرات وغسل الأموال..‏

سنتان ونصف وغبار معاركهم تملأ الأفق، ولكن الرياح جرت بما لاتشتهي سفنهم.. بالأمس كان اجتماع مجلس الأمن وبعد مداولات استمرت طويلاً ظهر خلالها طواويس السياسة الغربية، فابيوس، وهيغ وصال كيري وجال، ولكن البوابة التي طرقوها ذات يوم لتكون خراباً لسورية ومقدراتها وشعبها ورسالتها وأهدافها، لم تكن كما يريدون مع كل ماحشدوه وأعدوه وإذا كانوا يريدون من البوابة السورية كما يدعون إقامة شرق أوسط جديد حلموا به منذ عقود من الزمن، وعملوا على تنفيذه، تارة بقوة النار الغاشمة من خلال حروبهم، أو حروب إسرائيل، أو ماسموه فيما بعد القوة الناعمة أو الربيع العربي إذا كان كل ذلك أرادوه أن يكون من خلال البوابة السورية فإن حصادهم لم يكن مواتياً لحساباتهم على الرغم من كل المخصبات التي وزعوها ورشّوها وبذروها في حقول الخيانة.‏

البوابة السورية غيرت العالم وأعادت توازنه بما قدمه أبناؤها جيشاً وشعباً وقيادة من تضحيات، وبمواقف دعم من الحلفاء الذين كشفوا حقيقة مايحاك ضد سورية..‏

البوابة السورية التي أهدت البشرية قبل آلاف السنين أول أبجدية وأول نوتة موسيقية وأول لون، وأول عاصمة، هي اليوم تضعه- العالم- أمام استحقاقات كبرى لايمكن أن تمر مرور الكرام، فمن بوابتها انشغل العالم بفكرة إزالة أسلحة الدمار الشامل والعمل على تحقيق ذلك عاجلاً أم آجلاً فالذين يكدسون أسلحة الفتك النووي مدعوون اليوم قبل الغد لقراءة المواقف العالمية الرافضة لهذا السلاح.. والبذرة التي بدأت من هنا من قرار سورية التخلي عن السلاح الكيماوي هي الشجرة التي ستنمو وتكبر لتورق وتثمر من البوابة السورية.‏

ومن البوابة السورية استعاد العالم توازنه الحقيقي، وسقطت الأحادية القطبية، ولم يعد مجلس الأمن المكان الذي تدار فيه الحروب على الشعوب، بل مجلس للعقلاء والحكمة والحوار والنقاش..‏

من البوابة السورية خرجت آلاف المظاهرات الرافضة للحروب ولسياسة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، ومن البوابة السورية اكتشفت الجماهير الغربية نفاق قادتها.. ومن البوابة السورية أيضاً سيتم دك أوكار الإرهاب وتعرية جذوره وداعميه من سارقي مقدرات الشعوب.. ومن البوابة السورية تنوير عربي جديد، وعودة إلى قضية العرب المركزية إنها البوابة السورية مركز الكون وتوازنه وعمود السماء أزهرت بفضل دماء الشهداء وصمود الشعب.. إنها علامة فارقة في تاريخ البشرية...‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 683
القراءات: 686
القراءات: 711
القراءات: 609
القراءات: 623
القراءات: 699
القراءات: 761
القراءات: 715
القراءات: 584
القراءات: 790
القراءات: 679
القراءات: 667
القراءات: 648
القراءات: 672
القراءات: 656
القراءات: 607
القراءات: 742
القراءات: 630
القراءات: 699
القراءات: 674
القراءات: 734
القراءات: 710
القراءات: 727
القراءات: 650
القراءات: 700

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية