، وعن التدخل الإنساني لحماية الشعوب وعن قِيم الولايات المتحدة التي لا تشابهها قِيم دولة أخرى، ولم ينسَ زعيم البيت الأبيض التطرّق إلى الطابع الذي يميز أميركا عن غيرها، وهو الطابع الذي يلخص كل ما تناولناه عن الحريات والديكتاتوريات والديمقراطيات وغيرها من المصطلحات الأميركية.
لكن أوباما وهو يسوِّق أدلته عن دفاع أميركا عن حقوق الإنسان لم يتحدث عن دعم بلاده المتواصل للكيان الاسرائيلي ولجرائمه وإرهابه واغتصابه للأراضي العربية المحتلة ولاعتقاله آلاف الأسرى وبنائه الجدران العنصرية وانتهاكاته الفظيعة لحقوق الإنسان ولم يُشر لا من قريب ولا من بعيد إلى عرقلة البيت الأبيض للقرار الذي تقدمت به دول العالم إلى الوكالة الدولية لإخضاع هذا الكيان العنصري للمراقبة والتفتيش، لأن المعايير الأميركية التي تحدث عنها أوباما لا تنطبق على اسرائيل وهي مصممة لدول أخرى فقط.
كما أن أوباما لم يتحدث عن الآراء السلبية للأميركيين تجاه سياسته الخارجية والتي تزايدت بنسبة 8 نقاط بين أفراد حزبه و10 نقاط بين الجمهوريين و13 نقطة بين المستقلين، وظهرت في أوساط الرأي العام بشكل أوضح حين أشارت استطلاعات الرأي إلى أن 52٪ من الأميركيين باتوا يعارضون توجهاته وسياساته ونفاقه وضعف إرادته.
ولم يتطرّق الرئيس الأميركي إلى النكبات التي أصابت العراق وأفغانستان وليبيا والصومال والسودان وباكستان وغيرها الكثير من البلدان نتيجة سياسات أميركا العدوانية تجاه هذه الدول، وبعد كل هذا هل يحق لأوباما أن يتحدث عن الطابع المميز لأميركا الذي يجعلها مختلفة عن غيرها من الدول الأخرى ؟!.