الأمر الآخر الذي نتحدث عنه هذه الحالة من تصاعد حدة العقوبات التي تطال جميع القطاعات لدينا، وهذا يتطلب الاعتماد على النفس بأشكال تتناسب وتتكيف مع الواقع الجديد، ويعتبر كل ما يجري ضدنا في ظل هذه العقوبات هي حرب كونية كل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وبجميع الأبعاد والمعايير.
في زمن الأزمات الكبرى والحروب ونحن نعيشها عبر أشكال عدة ومنها الحرب الاقتصادية التي انعكست سلباً على حياة المواطن السوري، وهذا ما أفرزته المعطيات على الأرض في مجال المشتقات النفطية كالغاز والمازوت وسلع كثيرة ومتنوعة لن نخوض في تفاصيلها الآن.
هذه الحالة التي نعيشها بكل تفاصيلها بحاجة إلى التشجيع على الأعمال التطوعية والتي ظهرت عبر أشكال مختلفة قدمت وتقدم خدمات لمن هو بحاجة إليها، الأمر الآخر هو التأكيد على أن المواطنة الحقيقية تظهر في مثل هذه الأزمات الكبرى عبر التأكيد على روح الجماعة وأخذ كل منا حاجته، والابتعاد عن الاحتكار والاحتيال عبر تقديم كل منا وحسب إمكانياته ومن موقعه المساعدة إلى الآخرين بروح الغيرية والمحبة لأن الحالة الوطنية تقتضي منا التعاون إلى أقصى الحدود وتقديم المساعدة، إضافة إلى التأكيد على استخدام الإنتاج الوطني كونه البديل لمحاربة الضغط وأسلوب العقوبات الاقتصادية، وهذا يتطلب من الجميع منتج ومستهلك حالة وطنية قوامها تقديم السلعة أو المنتج المحلي بأسعار بعيدة عن الجشع والاحتكار مقابل إقبالنا جميعنا على المنتج الوطني خدمة للواقع الاقتصادي الذي نعيشه، وبهذه المعايير يتم التغلب على الصعوبات بعزيمة وقوة قوامها المنتج والمستهلك على أرضية صلبة أسسها الوطن والمواطنة.