تاريخ شعب أبي لم يبتلع ثمرة الظلم، ولم يقبل قيد العبودية أو الاستعمار، ولم يهادن محتلاً أو ظالماً .. السادس من أيار يختزن في رمزيته كل ما ذكرناه، وما سنذكر .
فنحن عندما نحتفل بعيد الشهداء إنما نحتفل بمن قدموا أرواحهم رخيصة من أجل عزة وكرامة الوطن.
هكذا تحولت ذكرى هذا اليوم لتشمل جميع شهداء الوطن الأبرار، جميع أولئك الذين ضحوا بدمائهم وحياتهم، على أمل حياة جديدة أفضل لأولادهم وأحفادهم ووطنهم، لقد انضمت قوافل من الشهداء إلى قافلة الشهداء الأولى على يد المستعمر العثماني، منها سقطت في النضال ضد المستعمر الفرنسي أو الإنكليزي، في سبيل الاستقلال والحرية وسيادة الوطن، وهاهي قوافل من الشهداء تروي ترابنا الطهور وهم يواجهون مجموعات ارهابية مدعومة من الصهاينة وأعوانهم من آل سعود وأمراء مشيخة قطر والعثمانيين الجدد ومعهم الغرب المتصهين وأمريكا المهزومة ومرتزقتهم الذين جلبوهم من كل الدنيا ، لقد خاض ابطال جيشنا وأبناء شعبنا معارك الشرف والبطولة والتضحية من أجل ان تبقى سورية حرة مستقلة ،وما تزال قوافل الشهداء تروي تراب الوطن قافلة إثر قافلة، ولن تتوقف، إلا بطرد هؤلاء المرتزقة ومن يدعمهم.
إن تكريم الشهداء هو استذكار للبطولات والتضحيات التي بذلوها رخيصة في سبيل عزة الوطن وكرامته كما يعكس الروح البطولية والمثل العليا لشهداء الوطن الذين استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة وهم يقومون بواجبهم الوطني، إلى المعاني النبيلة والسامية للشهادة وعظمة التضحيات التي قدمها الشهداء.
إن ابناء شعبنا العربي السوري بوحدتهم الوطنية وإرادتهم الحرة وحبهم لوطنهم هاهم يعلنون انتصارهم على المؤامرة الكونية التي تعرضون لها.
إن هذه المناسبة ذكرى عطرة متجددة في وجدان كل مواطن سوري تذكر القاصي والداني بأن أبناء سورية مشاعل نور في دروب الحرية يرفضون الذل والهوان ويذودون عن ديارهم بكل شجاعة واقتدار ليبقى الوطن عزيزاً لأن الشهادة تشكل الطريق الوحيدة للحفاظ على كرامة الوطن وتماسك نسيجه الاجتماعي وتعكس أصالة الشعب ووعيه وحبه لأرضه والذود عنها ورفضه لكل أشكال التدخل الخارجي ..
إن الهامات تنحني في عيد الشهادة والشهداء تقديراً وإجلالاً لأرواح أولئك الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن الغالي وسطروا ملاحم العزة والكبرياء .
asmaeel001@yahoo.com