أو أعماق الريف يحتاجها المجتمع بعيدا عن أعين الجهات الرسمية أو المركزية.
وكم هو جميل أن يبادر الشباب أنفسهم إلى احتضان تلك المبادرات كفريق وطني واحد ويختاروا نحو 250 مبادرة متميزة ومن مختلف المحافظات وذلك ضمن فعاليات الملتقى الأول للمبادرات المجتمعية في سورية تحت عنوان «مجتمعي.. مسؤوليتي» والذي اختتم بالأمس واستمر ثلاثة أيام بمشاركة المجموعات الشبابية والأفراد والجمعيات الأهلية التطوعية.
ومن خلال متابعة فعاليات الملتقى شعرنا بالأمل ببناء سورية المستقبل وسورية الغد بفضل الوعي والمحبة لوطن الأصالة والحضارة. .والمنطلق هذه المرة الشباب ونشر ثقافة المبادرة والتطوع بينهم أينما كانوا وحيثما كانوا ودون خوف أو تردد.
ولئن كانت النتائج رائعة لهذا الملتقى لإتاحته أكبر فرصة للقاء المبادرين للتعارف فيما بينهم وتبادل الخبرات من جهة ولقائهم مع متخصصين وخبراء وطنيين من جهة ثانية قدموا التقنيات العلمية لنجاحها واستمرارها عبر الورشات والدورات التدريبية للمتلقى.
فإن المطلوب اليوم هو رعاية هذه المبادرات واستمرارها وتحفيزها لتكون نبعا لا ينضب من خلال التشبيك والتكامل بين المتطوعين أفراد وجمعيات وبين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتنظيم وتبني ودعم المبادرات واحتضانها منذ البداية وحتى التنفيذ ثم تعميمها وتعميقها لتستمر وتكبر وتتلاقى. .
وما نأمله أن تدعم الحكومة هذه المبادرات عبر التعاون مع المؤسسات الرسمية لاسيما البلديات والوزارات المعنية لإزالة كل المعوقات الروتينية والبيروقراطية وتقديم الخبرات والتسهيلات ليكون المجتمع المحلي فريقا واحدا قادرا على تلبية كل احتياجات أبنائه الحالية والمستقبلية.
وما المانع أن يبادر فريق إعلامي للتخصص بالتطوع والمبادرات من خلال موقع خاص بالمتطوعين السوريين على شبكة الانترنت بالتوازي مع مختلف الوسائل الإعلامية وصولا لتفعيل دور المجتمع المدني وتحفيزه بخلق حالة من الحراك الإيجابي لتسليط الضوء على أفضل المبادرات ونمذجتها و تقديم الجوائز والدعم المادي والمعنوي إضافة للترويج للدليل الوطني للمبادرات التنموية ليكون متاحا للجميع.