هذه واحدة من قواعد اللعبة التي قد تكون مفروضة ولا سبيل إلى تجاوزها أو التعامي عنها , ولا سيما في ظروف الصراع الراهنة التي تتطلب حضوراً دولياً واسعاً ينطوي على التفهم ووضوح الصورة، مثلما ينطوي على ضرورات الضغط باتجاه الطرف الذي يعيق السلام ويضع العصي في عجلاته .
من هنا، يبدو التوجه السياسي العربي إلى أوروبا ضرورة ملحة تستكمل التوجه إلى العالم أجمع ،من أجل صناعة السلام القائم على العدل وقرارات الشرعية الدولية، والتي تنص بدورها على انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967 .
من هنا , تندرج زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى كرواتيا كحلقة في سلسلة التعاطي العربي , والسوري بشكل خاص , مع أوروبا السياسية التي طالبت وتطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة , والتي تدعم جهود السلام القائمة على الشرعية الدولية وترغب في ممارسة دور فاعل إلى جانب الدور الأميركي في عملية السلام .
الدوران التاريخي والراهن لأوروبا في مشكلات المنطقة العربية ومشاريع حلها يمنحانها مشروعية الحضور المكثف الذي ينبغي ألا يقتصر على ممارسة دور الوسيط الناقل ،فثمة تجربة مريرة في هذا الإطارمن جراء الاستبعاد الإسرائيلي الدائم لهذا الحضور , على أن ينتقل إلى دائرة ممارسة الضغط والعزل , لتطويع إسرائيل وإرغامها على القبول بشروط السلام العادل , وتستطيع أوروبا , إن أرادت , أن تمارس مثل هذا الدور وتؤتي أكله مثلما أتته في مواجهة نظام الفصل العنصري البائد في جنوب إفريقيا.