التي انتظرت سنوات حتى وجدت أحد المخرجين الفرنسيين المغامرين, الذي أخذ النص وقدّمه وسط اعتراض مدير الصالة, فإذا بها تسمّر الجمهور أمام أحداثها حتى النهاية .
بدأ المسرح المعاصر مع بكيت - أو مع بيت الدمية لإبسن حسب بعض الآراء - لم يحقق بكيت مسرحه بالتقنيات, وجاءت نصوصه سلسلة انتقال من عالم واقعي الى عالم خيالي،. في مسرحه حركة سحق للغة لصالح اللغة المشهدية. في مسرحه قراءة بالبصيرة لابالبصر, قراءة بالقلب لا بالعين, قراءة بالاحساس لا بالادراك, لقد تعاطى مع اللغة ليس كوسيلة بل كهدف, و صنع نصه الحاص.
مع ظهور المسرح ما بعد الدرامي في فرنسا عام 2005 أعطى هذا المسرح حيزاً كبيراً للجسد والصوت والرقص, بمعنى أن النص المسرحي قد استُبعد – وقد نشهد على ذلك من خلال متابعتنا لعدد من العروض التي قدمت في دمشق وجذبت جمهوراً كبيراً- ولعل بعض السوريين تأثروا بذلك وقدموا عروضاً كرست ثلاثية الصوت والرقص والجسد.
منح بكيت جائزة نوبل للآداب, لكنه رفض استلامها في استوكهولم! وحين تسلم قيمتها حيث أراد, عمد الى توزيعها سراً على كثير من الفقراء والمعوزين.
مازال بكيت بيننا, بكل عبثيته ولا معقوليته, خاصة في زمن نعيشه حاضراً ويشبهه إلى حد بعيد. كيف ولماذا كرّست مسرحية واحدة, من فصل واحد ( درستها في السنة الرابعة في قسم اللغة الانكليزية ) عظمة ذلك العبثي, وبقيت منارة لكثير من جهود المعاصرين؟ أي إكسير يصنعه الخالدون, أي عشبة يتناولون؟
suzani@aloola.sy