فلكل منها هدفه الخاص ضمن العام ولكن القاسم المشترك بينها هو اسقاط النظام السياسي على وجه التحديد وفي سبيل تحقيق تلك الحزمة من الاهداف تأتي الرغبة الاسرائيلية هدفا استراتيجيا في استهداف الجيش العربي السوري والسعي لاضعافه وتدمير واستنزاف قدراته العسكرية واللوجستيةةة وتشتيت قدراته عبر استجراره الى مواجهات على كامل مساحة الجغرافيا السورية بهدف الانقضاض على العاصمة دمشق والاستيلاء على المناطق الاستراتيجية وخاصة المدن الكبرى والمنافذ البرية والبحرية بحيث تنعدم امكانية التواصل والامداد للقوات المسلحة ما يعني من الناحية العسكرية شل قدرتها على الحركة والمناورة واخراجها فعليا من ساحة المعركة والقتال في مواجهة العصابات الارهابية والتنظيمات المسلحة التي تدفقت وتموضعت بشكل مدروس وممنهج في اغلب المناطق السورية .
ان الكل يعلم ان التموضع الاستراتيجي للجيش العربي السوري كان وما زال باتجاه العدو الاسرائيلي ولهذا السبب حاولت القوى التي استهدفت سورية تغيير قواعد الاشتباك باتجاه آخر واحداث فجوة استراتيجية لمصلحة العدو ومع كل التكتيكات التي اشتغل عليها لم يتحقق ذلك الهدف قطعا فبقي الجهد العسكري السوري بالمعنى الاستراتيجي اي قوة الردع باتجاه الجبهة الجنوبية اي جبهة الجولان وما بعدها .
لقد شكلت العاصمة وحلب وحمص اولوية مطلقة للمجموعات الارهابية المسلحة بهدف السيطرة عليها ونحن هنا نتكلم عن قوة عسكرية منظمة تمتلك اسلحة واجهزة اتصال ومعلومات استخباراتية وامداداً حقيقياً والمثال على ذلك بابا عمرو والقصير ويبرود وبعض مناطق حلب وادلب ما يعني ان الجيش العربي السوري لا يواجه مجموعات او عصابات فقط وانما بنية عسكرية حقيقية لها اهدافها واستراتيجياتها وخططها وقدراتها البشرية المتزايدة وهو ما ثبت عمليا من خلال المدة الزمنية التي استمرت خلالها المعارك العسكرية وحجم التضحيات التي دفعتها قواتنا المسلحة وما لحق بالعصابات الارهابية المسلحة من خسائر هائلة .
ان تواجد المجموعات الارهابية المسلحة وسيطرتها لمدة طويلة على بعض المناطق سواء كان في الرقة ودير الزور والحسكة وادلب وبعض المناطق الجنوبية وفي الشمال الغربي وقيام بعض الاجهزة الاستخباراتية والاعلامية بنشر خرائط وصور لتواجد تلك المجموعات فيها بهدف التأثير النفسي ومحاولة تشكيل انطباع لدى الرأي العام بأن هذا التوزيع الجغرافي واقع مستمر ومستقر هو لعبة استخباراتية واعلامية مكشوفة تدخل في إطار الحرب النفسية اضافة لاطلاق التسميات الكاذبة على بعض المناطق السورية كل هذه الاساليب وغيرها لن تغير في حقيقة الاشياء فالواقع الذي تفرضه طبيعة المواجهة شيء والحقيقة التي لا تقبل الجدل شيء آخر فكل ما بني على الباطل هو باطل بالمعنى الحقوقي والسياسي والاجتماعي فسورية هي دولة ذات سيادة بحدودها الجغرافية وسكانها وسلطتها الوطنية الشرعية وعضو في هيئة الامم المتحدة ولا يمكن لاي قوة كانت ان تنتزع منها ايا من عناصر سيادتها ووحدة اراضيها وسلامتها واذا كانت طبيعة الحرب والمواجهة تفرض وقائع معينة وتكتيكات يدركها كل من له علاقة بالاستراتيجية العسكرية فالحقيقة التي يجب ان يدركها الجميع وفي مقدمتهم المواطنون السوريون الذين اصبحت مناطقهم سواء كانت مدناً او بلدات او قرى تحت سيطرة المجموعات الارهابية المسلحة ان الجيش العربي السوري يتعامل مع هذه المناطق بخطة يمكن تسميتها الصبر الاستراتيجي فالجيش العربي السوري هو من يحدد التوقيت المناسب طال الزمن او قصر لكي يستعيد تلك المناطق والتمرحل في ذلك آخذا في الاعتبار الزمن والثمن والبعد الانساني المترتب على ذلك دون حصول خلل في السيطرة الكاملة على نقاط الارتكاز والتحكم فالاستثمار الاعلامي ليس في حساب قواتنا المسلحة وانما النتيجة العسكرية والكلفة البشرية والانسانية المترتبة على ذلك ما يعني عمليا ان قواتنا المسلحة الباسلة والقيادة السياسية والعسكرية لا تخرج من حساباتها اية ذرة تراب من ارض سورية المقدسة الطاهرة فالحرب هي كر و فر خسارةً هنا وربح هناك ويجب ان لا يؤخذ الكبير بالصغير فالقفز لمسافة طويلة يستلزم بالضروة التراجع قليلا للوراء بهدف استجماع القوة لنقلة نوعية .
khalaf.almuftah@gmail.com