وسيجد مبلغا من الدولارات بانتظاره مع حقيبة جلدية ممهورة بالحرية والديمقراطية البترولية. والحقيقة، هي معارضة مغرية ..لا يدفع فيها المعارض دمه ..ولا يخسر عمره في السجون ..ويحق له باسم الحرية الجديدة أن يلجأ إلى العدو الصهيوني ليسانده وليمده بالمال دون أن تلتصق به صفة العميل.
وللعلم ..المعارض الجديد لوطنه وأمته وتاريخه يتلقفه أعداء سورية ويصنعون منه نجما من نجوم الأدب والدراما ..وقد يسوقونه ويقدمون له الجوائز المادية والمعنوية ..فيصدق (صاحبنا أنه مهم أكثر من المتنبي) فتلتقطه الفضائيات العبرية والعربية ويبدأ بالتنظير والحكي (شروي غروي) دون أن ينتبه أنه كان في وطنه (فقاعة) لا أكثر.
لكن لنعترف أن بعض هؤلاء الفقاعات الضالة التي باعت نفسها للغرب باسم الحرية وتركت وطنها باسم النضال الكاذب - كانت مدللة أيضا وكانت تحظى بالمقاعد الأمامية دائما وكان الذين يعرفون حقيقة هؤلاء الانتهازيين يستغربون لماذا تدللهم الدولة ولماذا توفر لهم كل أسباب الشهرة والكراسي الدوارة التي لا يستحقونها ..ولأن السكوت من ذهب سكت الجميع على الرغم من كل النواقص والعيوب المكشوفة للجميع، وكأن البلد خلا من العقول والمواهب الحقيقية. وحتى نكون منصفين وصادقين مع أنفسنا لا بد من القول بصوت مسموع إن هذه الحالة تتكرر باستمرار ولا يعرف المواطن الصامت لماذا.
لماذا تتغير الكراسي ولا يتغير الأشخاص؟
لماذا يتم السكوت على بعض المعاقين عقليا وإداريا في مؤسسات الدولة ؟
ولماذا كلما عاقبت الدولة فاسدا يتحول إلى معارض ويصير راتبه بالدولار؟
هل هذه هي المعارضة؟
بصراحة، لم نعد نفهم هذه المعارضة ..ماذا تريد ؟ هل هي تريد داعش، أم جبهة النصرة ؟
هل تريد أردوغان أم تريد نتنياهو؟
يا حيف ..متى كان السوري يبيع وطنه وعرضه ويقف ذليلا على أبواب اللئام ؟
إن ما يتعرض له السوريون على الحدود السورية اللبنانية غير مقبول أبدا..لكن الإهانة ليست للشعب السوري ..بل هي لكل لبناني يتصرف بهذه العنجهية والعدوانية والقبح..وأعتقد أن التاريخ لن ينسى ذلك والأيام القادمة ستؤكد أن القهر لا ينطوي ..وعلى الباغي تدور الدوائر مهما طال الزمن.
وإذ أعود إلى الحديث عن المعارضة السورية، التي صارت تجارة وشطارة وهروبا من المسؤولية والقيم الأخلاقية والوطنية ..يقال إن السوريين مرتاحون لتسكعهم على أرصفة الغرب، مبهورين بأضوائه وشرابه ونسائه..غير معنيين بالدماء التي تروي الأرض ..وغير عابئين بضنك العيش ولا بتخريب البنية التحتية للبلاد ولا بقتل شباب الوطن ..حتى إنهم لم يستنكروا مجزرة أطفال حمص الصغار ..ولم يدينوا سرقة أردوغان للنفط السوري ..ولم يرف لهم جفن من أجل عين العرب السورية ..وهم مرتاحون جدا للتعاون الصهيوني معهم ..لا يعنيهم سوى جيوبهم ..المهم أن يتسلموا المناصب والألقاب ولو كان ذلك على تل من الجماجم ..فهل هذه هي المعارضة السورية ؟ أم هم العملاء السوريون الجدد الذين ينتظرون أميركا حتى تحملهم إلى أرض الوطن على صهوات دباباتها وطائراتها ؟ فلينتظروا إذا ..إن الذي يبيع وطنه لا يستحق العودة أبدا.
وسمعت أن بعض هؤلاء المدعين يكتب للوطن ..ويدبج قصائد الشوق الكاذب للشام ..ومنهم من يستجدي ويتسول باسم الشام وباسم الشعب السوري ..وهناك من يبكي أمام الكاميرات ليستدر عطف أمراء النفط علّهم يملؤون جعبته على غرار غيره من أدعياء النضال واليسار..وهناك فئة صارت مشهورة وصارت تتقاضى على كل حوار في شتم الشام وأهل الشام وطوائف الشام المال الكثير، لذلك منهم من طلق زوجته وتزوج بحسناء تليق بشهرته وماله وبلسانه القبيح الذي حشاه بالكلام البذيء ..أهكذا تكون المعارضة ؟ وهل هذا هو تاريخ المعارضة السورية ؟ والسؤال الذي يخطر بالبال ..هل يحترم الغرب هكذا معارضة ؟ وهل يحترم الشعب الخليجي المثقف والواعي هكذا معارضة مهما زيف إعلام الأمراء والممالك ؟ وسؤال أخير ..هل تحترم هذه المعارضة نفسها؟
يقولون: اكذب ..اكذب حتى تصدق نفسك ..هل صدقوا أنفسهم ؟