لا أحد ينكر ما يعنيه الانحياز لتنمية الريف خاصة مع حجم التصريحات والبرامج التي صرنا نسمعها في كل مناسبة مع ارتفاع وتيرة الحديث عن إعادة الإعمار التي تنتظرها البلاد بكل تحفز قياسا لما تعنيه هذه الخطوة من دلالات للسوريين كونها تحتاج بالضرورة إلى أهم ركائزها وهي عودة الأمن والأمان والاستقرار إلى تلك المناطق ، لكن الحديث وحده لا يصنع تنمية منتظرة ولا يكفي من ينتظر بترقب شديد انطلاق عجلة البناء وعودة الإعمار، ولا يجيب على أسئلة أبناء الريف الباحثين عن فرص عمل تساعدهم على استكمال دوران عجلة الحياة .
أبناء الريف ينتظرون بدايات وائقة ، وخطوات عملية على الأرض ، يريدون خارطة عمل ميداني تنطلق أسسها ومحاورها من قراءة احتياجات الريف السوري وخلق جبهات عمل واقعية تؤسس لنشاط اقتصادي عماده الزراعة والإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي .
هم ونحن معهم نحترم ما تحقق لأن ندرك صعوبة أن تحقق إنجازا في زحمة الحاجة لأولويات أكثر إلحاحا وكذلك نحترم سعي الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية المعنية خاصة فيما يتعلق بتقديم العون للأسر الريفية وتمكينها من امتلاك مصادر دائمة للدخل ، وتنمية المجتمعات المحلية واستهداف المرأة الريفية بشكل خاص لتحسين الواقع المعيشي بما فيه من برامج الدعم المادي والمعنوي لحوالي 50 ألف عائلة سورية وتقديم خدمات تمويلية قروضا بمحفظة مالية تقدر بمليار ليرة إضافة إلى خدمات التدريب والتأهيل”.
كل ذلك ربما يكون مقبولا لكن الريف السوري يحتاج نظرة أشمل وأكثر عمقا لترميم السياسات الخاطئة التي عززت الهجرة باتجاه المدن ومراكزها وخلقت حالات الكسل والتراخي لدى المزارعين .. الريف اليوم يحتاج تعليما وتدريبا وتأهيلا لأبنائه كي يحسنون فنون الصيد وليس أكل السمك كما يقال .. يحتاج إرادة حقيقية في العمل نرجو أن نلمس بوادرها على الأرض قريبا جداً.