تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رغــــم كـثــــرة النعيـــــات ..!

ثقافة-من داخل الهامش
الخميس22-10-2009م
علي قاسم

تكثر النعيات حول مستقبل الصحافة المكتوبة أو الورقية أو أي تسمية أخرى تشير إليها،

بعضها وربما معظمها فيه الكثير من التشفي، وحتى أحيانا ما يوحي بالشفقة، وهو نعي لا يخلو من غمز يطال مستقبلها في ضوء الوافد الجديد المتمثل في الصحافة الإلكترونية هذه المرة، بعد ان سبق لها مواجهة سيل من التحديات وربما النعيات أيضا مع كل ظهور لوسيلة اتصال جديدة.‏‏

ما يثير في المسألة أن الكثيرين يميلون إلى الاعتقاد ، وأحيانا يجزمون أن الصحافة الإلكترونية ستكون بمثابة سيل سيجرف معه الكثير مما تبقى من الصحافة المقروءة، وأن المستقبل هو للإلكترونية إن لم يكن اليوم فهو بالتأكيد سيكون في الغد القريب.‏‏

قول يغالي البعض في ترويجه إلى درجة أن الكثير من المنابر بدأت تتحدث عن مرحلة ما بعد الصحافة الورقية ، ويذهب قسم منهم إلى حسم المسألة نهائيا وبكثير من الجزم مستندا إلى معطيات الأزمة المالية العالمية، وما رافقها من تراجع في عدد الصحف، وعدد النسخ الورقية التي توزع، والتي ستطيح على حد زعمهم بالورقيات نهائيا، وفي وقت قريب.‏‏

هذا الكلام كنا قد سمعنا ما يشبهه، أو ما يطابقه في بعض الأحيان عن التحديات التي واجهت الكتابة كلما بانت في الأفق أو برزت ظاهرة اتصال جديدة بدءا من ظهور الراديو، وصولا إلى كل وسائل الاتصال الأخرى، وثمة من نعى الكتاب أكثر من مرة، وبالغ في نعيته، ومع ذلك لا يزال الكتاب يحتفظ بمساحة كبيرة ، ويحظى بموقعه رغم السنوات العجاف التي مرت عليه ورغم المحاصرة المتتالية من أزمات متتابعة كان ضحيتها الأولى.‏‏

والسؤال.. هل هناك من يجزم اليوم أن الكتاب لم يعد يحتفظ بمكانته وصيرورته وخصوصيته، وهل فقد البريق الذي نعوه من خلاله؟!‏‏

في الإحصاءات العالمية لا زالت إصدارات الكتب هي المعيار والمقياس لمدى الحراك الثقافي والإبداعي في أي بلد، وهو أيضا الحجة على تقدم هذا البلد أو ذاك، وهو الذريعة لتأكيد التخلف هنا أو هناك.‏‏

وبالمقياس نفسه يمكن ان نقول بلغة تكاد أن تكون جازمة أن الصحافة الورقية رغم ما تواجهه من تحديات ستبقى معيارا للكثير مما اعتادت أن تكون له معيارا في زمن ازدهارها، قد تتعرض لنكسة هنا أو انتكاسة هناك لكنها في المجمل ستبقى العنوان الذي اعتمدته الشعوب والمجتمعات في التعاطي معها، وإن كانت سلسلة التبدلات الطارئة التي تجتاحها، ستؤثر لبعض الوقت، وقد يطول قليلا أو كثيرا لكنها في المجمل ستستعيد يوما ما قد تخسره اليوم وحتى غدا.‏‏

تعليقات الزوار

حسام خلوف |  hosam12191@hotmail.com | 22/10/2009 22:53

هل يصلح حاسب دون طابعة ؟ اذا كانت الصحافة الورقية تعيش خريف زمانها فلم هذه الثورة التكنولوجية في تحديث الطابعات ؟ لماذا نميل الى طباعة جل الصفحات الالكترونية التي نقرأ؟ أليس ذلك اعترافا بقيمة الورق ؟ اليس ذلك بمعنى او بآخر حنينا الى الكتاب؟ حنينا الى التماس المباشر مع المادة المقروءة ..... شخصيا أشعر انني املك الخبر عندما الامس الورقة التي كتب عليها . ولكنني عندما اقرأ صفحة الكترونية اشعر انني مطالب بحفظ كل ما اقر|أ في دماغي ..لذلك غالبا ما أنصرف وانا متخوف ان يضيع مني ماقرأت لأنني مثل أكثر الناس لا أعتني بالارشفة الالكترونية . الصحافة الالكترونية تتباهى باتقانها فن الاختفاء .فهي قادرة ان تختبي بمساحات لا تستطيع ولوجها ادق الكائنات ولكن...... يبقى للحجوم اعتبارها... .و.مهما بلغت الصحافة الزجاجية من الشأو فستبقى مرغمة على التورق

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7064
القراءات: 981
القراءات: 1138
القراءات: 927
القراءات: 930
القراءات: 915
القراءات: 1040
القراءات: 881
القراءات: 815
القراءات: 914
القراءات: 964
القراءات: 852
القراءات: 788
القراءات: 843
القراءات: 1042
القراءات: 919
القراءات: 736
القراءات: 925
القراءات: 947
القراءات: 1009
القراءات: 963
القراءات: 838
القراءات: 1011
القراءات: 922
القراءات: 1048

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية