تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعركة بدأت الآن

أضواء
الخميس 22-10-2009م
عدنان علي

بعد الضجة التي حظي بها تقرير المحقق الدولي غولدستون بشأن جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، تبدو الأمور قد هدأت على الجانب العربي، وكأن التصويت لصالح التقرير في مجلس حقوق الانسان هو النصر المؤزر ونهاية المطاف.

وخلافا لذلك، فان اسرائيل تعتبر وتتصرف وكأن المعركة مع التقرير بدأت الان، وأعلنت حكومة نتنياهو أنها ستباشر حملة سياسة واعلامية واسعة لاحتواء التقرير وصولا الى احباطه عندما يصل الى مجلس الامن. وتم تشكيل لجنة ثلاثية تضم كلاً من نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، فضلاً عن تجنيد رئيس الكيان  شمعون بيريز والسفارات الاسرائيلية في العالم في خدمة هذه الحملة. ‏

وما كان للتقرير أن يثير هذا القلق  في اسرائيل لولا أنه يحمل بالفعل مخاطر جدية عليها، وعلى العديد من مسؤوليها بصورة شخصية، بالنظر الى طبيعة الاستنتاجات التي تضمنها والتي تتهم اسرائيل صراحة بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية فضلاً عن مخالفة المواثيق الدولية. ويطالب التقرير بوضوح الامين العام للأمم المتحدة بأن يضع المسألة فوراً أمام مجلس الأمن للتصرف بموجب الفصل السابع، وإحالة القضية إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في حال رفضت اسرائيل اجراء تحقيق ذي صدقية وينسجم مع المعايير الدولية وبإشراف حقوقي دولي.‏

 انه ببساطة ينقل القضية من الجدران الأربعة لمجلس حقوق الإنسان، إلى فضاء سياسي وقضائي أوسع، ويفتح معركة دبلوماسية جديرة أن تخاض وتجند في خدمتها كل امكانات الدول العربية وخاصة السلطة الفلسطينية.  ‏

واذا كانت استراتيجية اسرائيل تستند أساسا على الموقف الاميركي وتعول على استخدام واشنطن حق الفيتو في مجلس الامن لمنع احالة الملف الى المحكمة الجنائية الدولية، فان الامر لن يكون هينا حتى على ادارة اوباما التي ما انفكت تتحدث عن دعمها للمنظمات الدولية وحقوق الانسان، وتسعى لاقناع العالم العربي والاسلامي بأن لديها توجهات جديدة أكثر توازنا. والفيتو الذي قد تستخدمه في مجلس الامن سيضعها ويضع العالم أمام مأزق كبير، أخلاقي وسياسي.‏

 وفي كل حال،فإن المجال يبقى مفتوحا أمام الفلسطينيين لرفع دعاوى ضد الاحتلال الإسرائيلي بصورة فردية لدى المحكمة الجنائية الدولية، ولدى المحاكم الوطنية في العديد من الدول الاوروبية، بعيدا عن الضغوط السياسية. ولعل تقرير غولدستون بوصفه شهادة دولية رفيعة على الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين،سهل كثيرا هذا الامر، حيث لاتسقط جرائم الحرب بالتقادم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عدنان علي
عدنان علي

القراءات: 948
القراءات: 737
القراءات: 891
القراءات: 852
القراءات: 850
القراءات: 827
القراءات: 864
القراءات: 814
القراءات: 847
القراءات: 860
القراءات: 825
القراءات: 851
القراءات: 908
القراءات: 824
القراءات: 883
القراءات: 1004
القراءات: 839
القراءات: 849
القراءات: 922
القراءات: 885
القراءات: 1054
القراءات: 957
القراءات: 889
القراءات: 934
القراءات: 941

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية