تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حيــــــث المواجهـــــــة..

الافتتاحية
الخميس 22-10-2009م
بقلم رئيس التحرير أسـعد عبـود

يرى القاضي غولدستون أن تقريره الذي أقرّه مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول ما جرى في غزة, ومسؤولية إسرائيل عن جرائم ارتكبت وتعدّ على حقوق الإنسان يدعم عملية السلام ويقربها.

وفي رده على أسئلة صحفية حول التقرير, أشار بوضوح إلى «استمرار ما تعاني منه غزّة».‏

مبدئياً ردّ على الذين زعموا أن التقرير يعوق عملية السلام «أي سلام هذا».. وذكَّر بغزة.. وأكد أنه غير متراجع عما أورده، خلافاً لما ادعاه المندوب الإسرائيلي عن أقوال منسوبة لـ غولدستون في لقاء مع إذاعة جنيف.‏

الأهم من ذلك كله.. أن التقرير والقاضي ما زالا في المواجهة.. بل إن نتنياهو توعد التقرير ولم تخف إسرائيل غضبها على القاضي الذي يتعرض للكثير من الضغط..‏

على الرغم من ذلك، ومن كل المواجهات، ومن تراجع محتمل في عدد الدول التي صدّقت التقرير بسبب تأجيله ومن سوء النيات الأكيدة التي وصلت حدّ التآمر المفضوح في ذاك التأجيل.. نرى أنه -وبرمية من غير رام - أفادت مؤامرة التأجيل في إحداث هذا الاهتمام الدولي الشعبي والرسمي بما احتواه التقرير..‏

وبالتالي عمق من الخرق الذي أحدثه في جدار الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة بأنها تريد السلام، وهو الجدار الذي أخذ يتهاوى أمام أعين العالم، ما يضع إسرائيل أمام مأزق حقيقي.‏

هي هزيمة لإسرائيل.. تحتاج إلى فعل عربي وإسلامي دقيق مثابر.. مستمر شجاع، كي يقابلها انتصار الحق العربي الفلسطيني أي انتصار القضية.‏

التقرير والقاضي يواجهان.. وأخطر ما يواجهانه أن نعتقد نحن فلسطينيين.. وعرباً.. ومسلمين وقوةَ سلام في العالم أن المهمة انتهت.‏

ومن يتوهم ذلك فعليه فقط أن يقرأ توعدات إسرائيل للتقرير والقاضي.‏

لقد استطاع التقرير أن يعيد طرح أوراق القضية، ويوسع آفاق عرضها ، إلى حدّ بعيد وأن يدفع العقل العربي للتفكير بمن مع ومن ضدّ..‏

وبالتالي هي فرصة لإعادة ترتيب العلاقات من خلال الهجوم بالتقرير لتقديم المجرمين إلى المحكمة.‏

هذا طرح جديد للقضية..‏

أو فرصة لطرح جديد يرى من خلاله العالم أي كذبة مثلتها إسرائيل خلال تاريخها.‏

الفرصة متاحة إن توفرت لدينا القناعة والنيات للفعل مجدداً بعيداً عما تركه الماضي في نفوسنا من خيبات مواقف دولية، هي في الحقيقة ما زالت تتجدد.‏

في العالم من لم يدعمنا.. وفيه من يؤيدنا.. لكن.. ليس فيه من لا يحسب حساب الموقف العربي الجاد الفاعل الناشط..‏

دون تردد ودون الإسراف في الحسابات.. يجب أن نتجه للجميع، من أيّد ومن رفض بكل أوراقنا لإعادة طرح القضية من خلال الجرائم الإرهابية التي يمارسها قادة كيان العدو..‏

كل القنوات مفتوحة.. مع كل الدول.. والمسألة لا تتطلب حرباً بل عقل.. وهو بالتأكيد متوفر.. لكن.. يجب أن يحدد اتجاهه إلى حيث المواجهة..‏

إذا كانت إسرائيل تزمع مقاومة التقرير وتوقيفه علناً.. فهل يعلن العرب أنهم وراءه بكل ما لديهم من علاقات مع دول العالم؟!.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 22/10/2009 14:20

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : حيث المواجهة ، وبهذا أقول : 1 - القول بأن مؤامرة التأجيل لتقرير غولدستون كانت رمية من غير رام قد يرفع العتب عن المتآمرين ؛ فالاهتمام الدولي الشعبي والرسمي كانا على قدر كبير من القوة قبل حصول التأجيل ، والصحيح أن التقرير أزاح النقاب عمن يحملون لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية ابتداءً من رئيس السلطة وانتهاء بأبواقها ؛ 2 - العرب أقوياء ، وبامكانهم أن يؤكدوا ذلك ؛ ولكن المشكلة تكمن إمّا في عدم قدرتهم على استخدام القوة التي يملكونها أو أنّهم لا يعرفون أين تكمن نقاط القوة فيهم ؟!

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 762
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية