رغم ما تتعرض له البلاد من حملة عدوانية شرسة تستهدف تدمير الدولة، ما يعني أن الشعب السوري بات أمام مرحلة مفصلية سيثبت فيها تمسكه بالسيادة والاستقلال والقرار الوطني المستقل ورفضه أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية ويقدّم صورة عن ممارسة الديمقراطية في اختيار من يمثّله ويحقق تطلعاته ويكرّس ثوابته الوطنية.
إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر دستورياً يشكّل خطوة إضافية في طريق الصمود والتصدي للمؤامرة الكونية التي يواجهها الشعب السوري، وتأتي استكمالاً لإرادة السوريين في إفشال المخططات العدوانية التي تهدف إلى إضعاف سورية وتدمير قدراتها واستطراداً محاولة نقلها من دولة ديمقراطية علمانية إلى دولة فاشلة، عبر بث الفوضى وتعطيل إجراء الاستحقاق الوطني وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية، وقد أعلن السوريون مراراً وتكراراً أنهم لن يخضعوا للإملاءات الخارجية ولن يسمحوا لأي جهة في العالم أن تدمر حضارتهم أو تنال من ثقافتهم وإرادتهم في انتخاب رئيس للجمهورية يحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً.
أعداء الشعب السوري الذين يستخدمون العصابات الإرهابية في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية بحق سورية يحاولون وضع العراقيل أمام الانتخابات الرئاسية عبر مواصلة الدعم والتسليح لهذه العصابات وتشجيعها على ارتكاب الجرائم وقصف الأحياء السكنية الآمنة دون رادع أخلاقي أو وازع من ضمير، لكن السوريين كانوا بمستوى التحديات وما نلمسه من فعاليات جماهيرية مواكبة يشير بوضوح إلى إرادة التحدي والصمود ويعطي انطباعاً حول حجم المشاركة المتوقعة في الانتخابات الرئاسية العتيدة من منطلق الحق والواجب الوطني بما يؤسس لإفشال المؤامرة وبناء سورية متجددة .
الشعب السوري أمام مرحلة مهمة في تاريخه، لأن مشاركته الواسعة في الانتخابات ستكون رسالة حاسمة للأعداء بأن السوريين وحدهم من يقررون مستقبل بلدهم مهما اشتدت التحديات، مستندين في ذلك إلى إرادة صلبة ووعي عميق بحقيقة ما يواجههم وحب كبير لوطنهم سورية.
mohrzali@gmail.com