بقفازات خليجية وتركية, وكما لو أن هذا الغرب مل محاولات إرساء السلام في سورية وكما لو أنه بذل تلك المحاولات أصلاً!
وبالبراءة ذاتها يواصل الناطقون الرسميون باسم القصور والخارجيات الغربية الحديث عن مراقبتهم اللصيقة وتتبعهم أي محاولة لاستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية أيضاً, فيعربون عن القلق مرة وعن الدلائل والمؤشرات مرة أخرى, وعن ردود فعل جاهزة وتحت الطلب مرة ثالثة وهكذا.. وكما لو أن سيمور هيرش ابن جلدتهم لم يكشف قبل أيام فحسب أستار التزود الإرهابي بالأسلحة الكيماوية المصنعة أميركياً في مختبرات السي آي إيه في جورجيا والواصلة إلى سورية عبر الوسيط التركي!
واضح اليوم, وبعد ثلاث سنوات من الحرب الغربية الصهيونية المعلنة ضد سورية, أن الهراء السياسي الغربي ومثله الإعلامي الملازم والموازي له لا يزال مستمراً, في محاولاته تعمية العيون وتضليل العقول حول حقيقة الدور والنشاط الغربي وفي مقدمه الأميركي في المسألة السورية, ولا يزال البعض من عندنا والكثير من عندهم طبعاً! لا يزال من السذاجة والجهل بحيث يصدق أن ثمة دوراً غربياً حضارياً نزيهاً ومحايداً إزاء الأزمة في سورية, وأن ثمة إعلاماً غربياً موازياً لهذا الدور هو إعلام نزيه ومحايد مثله.. اللهم ما ندر منه على طريقة الكاتب والصحفي سيمور هيرش السابق ذكره.
والحقيقة أن الإندبندنت وغيرها من ماكينات الإعلام الغربي الضخمة, تعرف جيداً حقائق الدور الغربي المرعب في خبثه ودهائه إزاء الأزمة السورية, وتعرف أن غربها لم ينفض يده من سورية يوماً, وأن ما يبدو عليه اليوم من قلة الاهتمام وتراجع الحماسة الظاهرة حيال الأحداث في سورية.. إنما هو مرحلة الفرجة على احتراق هذا البلد بعد إشعال النيران فيه واسعة وعميقة, بل إنه استنزاف آخر ما يمكن استنزافه في سورية من قدرات وإمكانات وبنيات تحتية وفوقية.. قبل الإعلان مرة أخرى عن استئناف «الاهتمام» الغربي مجدداً بالمسألة السورية وبالطريقة ذاتها, لكن تحت عناوين جديدة!