وعن أن نحو 15 ألفاً منهم دخلوا إلى سورية خلال أسابيع قليلة مؤخراً؛ يكون بلا مصداقية أي حديث له يتبجح فيه الغرب عن محاربة الإرهاب، بل ربما تحمل التقارير الاستخباراتية والإعلامية أدلة إدانة قاطعة له ولأدواته التي يستخدمها في رعاية وتنمية الإرهاب.
يردد الإعلام الغربي أرقاماً للإرهابيين الجدد القادمين إلى سورية والعراق؛ ويتحدث عن جنسياتهم المتعددة؛ وأحياناً عن الفكر المتشدد والمتطرف الذي يحملونه، لكنه يتجاهل - كما تتجاهل التقارير الاستخباراتية - ذكر الممرات الآمنة التي يعبرون منها إلى سورية والعراق، ويتعمد التعتيم عن المدارس التي تُخرّج هؤلاء؛ وعن الموانىء والمطارات التي يتحركون عبرها؛ وعن مصادر التمويل التي تُغدق عليهم؛ وعن نوعية ومصادر السلاح الذي بين أيديهم.
وإذا بات من المُسلّم به أن المدارس التي تُخرّج هؤلاء الإرهابيين هي مدارس وهابية تنتمي إلى نظام آل سعود، وإذا صار معلناً أن الفكر الذي يتلقونه هو فكر وهابي تكفيري، وإذا كان واضحاً وغير مخفي أن مصارف ومطارات بعينها تعمل على تمويل وترحيل الإرهابيين من كل جهات الأرض إلى سورية والعراق عبر معابر معروفة معلومة أشهرها وأهمها تلك المعابر والممرات الحدودية التركية مع سورية والعراق، فلماذا تتغافل وسائل الإعلام الغربية عن هذه الحقائق؟ ولماذا تتجاهل التقارير الأمنية الغربية ذكرها إن لم تكن واشنطن وعواصم الغرب منغمسة بكل ما تقدم؟!
كذبٌ ونفاقٌ هو كل ما يصدر عن الحكومات الغربية وإعلامها الصهيوني الهوية والتمويل والتوجيه، وهو الأمر الذي ينبغي على العالم أن يفضحه؛ وعلى الدبلوماسية أن تتصدى له وتسقطه؛ وعلى الشعوب أن تدرك أخطاره وأن تعي مساراته المضللة والمدمرة لمجتمعاتها، ذلك أن اليد الغربية الاستعمارية الموضوعة في اليد الوهابية - السلجوقية لا يمكن أن تقطعها سوى حركة شعبية جادة وأصيلة، والعقل الغربي الشرير الذي يُحرّك العقل الخليجي الوهابي السلجوقي الخرف والمتخلف لا يمكن تعطيله إلا بإعمال العقل الصحيح؛ وبتغليب الفكر السليم؛ وبإقصاء شيوخ الفتنة ومشيخات وسلاطين الاستبداد.
إغلاق ممرات الإرهاب التركية التي توفرها آمنة وتفتحها علناً حكومة أردوغان أمام الإرهابيين كفيل بمعالجة نصف المشكلة، وإغلاق المدارس التكفيرية الوهابية ومحاسبة القيّمين عليها كفيل بمعالجة النصف الآخر منها، فلماذا لا تشتغل حكومات روسيا والصين وإيران ودول مجموعة «البريكس» على إشعال مواجهة علنية مع الغرب الاستعماري تلزمه بالاختيار بين التعاطي بشكل مختلف مع تركيا والخليج وقضية الإرهاب، أو الذهاب إلى مطارح أخرى لا يبدو جاهزاً لها؟!