لماذا لا ترد أيها الريح
تسألك الروح أين المستقر وأين المسير ؟
متى ينجلي الأسى
( ألا انجل أيها الليل الطويل )
....................
يقصدونك
أيها الغيم ..هل بعض مطرك دم
وبعض لونك دم
وبعض بعضك تراب
نامت البلوى على البلوى , واستيقظ على نحيبها الخراب
لا عين الزمان بكت
ولا طالت يد الأولياء لغز الخطاب
رؤوس كما الورد يقطفها السيف
وسيف كما البلاء يزرع بلواه على الأرض والسماء
..........................
يا بيت الكلام
أغلق بابك ..لا معنى لهذا البياض
لا النقط تنام على وسائدها ولا الحروف تسري في المنام
تكدس القهر كما فستق العبيد في جيوبنا
فأغلق نوافذك أيها البياض
لا جدوى من نعيق الحبر, صليل القهر أعلى ..وهديل الموت أعلى
فاحترس من الصمت ونم في الصراخ
.........................
طيوف الخلاص بعيدة لن تقرع بابك هذا المساء
كأنك لا تقرأ الإشارات
ولا تعرف كيف تستعيد دروس الزمان
كأن جحافل السواطير لم تنم على فراش الذاكرة
ولم تمر بك الأيام ( كلمى جريحة )
هي سيرتنا الأولى
هي دماء تجري من ( كربلاء ) إلى الشام
إلى صفّين , إلى عباءة المعمداني الحزين
هي سيرتنا الأولى تتقصد الحضور بين الدم والدم
هاك طفل يحمل يد أمه وينام
وهاك شيخ يعبّ ذاكرة العنب والسهام
سهم يذكر اسم الله ويقطع
وسهم يصلي ويركع
سهام تتكسر وسهام تصيب زجاج السماء
هي سيرتنا الأولى .تذكر ..من حرب البسوس إلى داحس حتى أطفال حمص الأبرياء
تذكر سفاح أنقرة .والعثماني الجديد
غاز الخردل ..والدبّاحات الباحثات عن نكاح الجهاد وقلب الفتى بين أسنان إبليس
يقصدونك ..
تذكر أيها السوري ..أنت لست مجرد دفتر
أنت امة بحالها أنت البهاء الجليل
....................................
يقصدونك ..قم من تحت الرماد ..
داهمك الوغى ..والوغى لك , لا تنحن
قم . ترجل عن صهوة الخراب
أيها الأوغاريتي ارتد سيف بعل واحتذ الصاعقة
احمل القناديل الرحيمة , بحاجة للضوء نحن
الريح عاتية . (وكلاب الحوأب ) تنبح ( وعبدالله الصغير ما زال يبكي أندلسه
لا تضيعها ..أندلسنا ..
أنت بعل الذي يزرع السلام والحرف ويعرف كيف يلمّ دم العاصفة
......................
يقصدونك .. أيتها السورية ..
أنت التي تحزمين المجرات وتحرثين النجوم
أنت التي تربط الأقمار في زنارها
وتطلق في غياهب الرجاء أولادها
كي - يعيدوا قميص يوسف –
أو يعودوا شهداء
لك تنحني الأشجار ولدمه – ابنك - تسبّح السماء .
أنت – دجن البلاد – وتاجها العالي وصبرها البهي المضاء