تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سياسة فتح الجبهات..

البقعة الساخنة
السبت 6-4-2013
علي نصر الله

كل التسريبات والوقائع والمعطيات تؤكد أن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أنها الأقدر على الاستمرار في الامساك بخيوط السياسة الدولية واللعب بها ساعة تشاء وبالطريقة التي ترغب وتشاء،

وما زالت تعتقد أن لديها من الأدوات ومن القوة الاقتصادية والعسكرية ما يؤهلها لتكون اللاعب رقم واحد على الساحة الدولية رغم تعدد الرسائل الحازمة التي وصلتها على الأقل خلال السنتين الماضيتين؛ والتي ربما قرأتها وفهمتها جيدا؛ لكنها ما زالت تكابر وتتوهم أن بمقدورها تجاهل الآخرين والاستخفاف بهم أو جعلهم يتراجعون في اللحظة الأخيرة عن الذهاب الى ترجمة مضامين الرسائل الموجهة لها دون غيرها.‏

لا ننكر ولا ينكر أحد أن الأدوات السياسية الأميركية المتمثلة بالأنظمة العميلة التي تتحرك بجهاز التحكم الأميركي هي من الكثرة بما يكفي لتجعل السيد الأميركي يتوهم أنه ما زال سيدا على العالم، ولا ننكر أن هذه الأدوات حققت حتى الآن في الحدود الدنيا جزءا من المشروع الامبريالي، لكن أيضا لا تستطيع واشنطن أن تنكر أن حالة الفوضى التي أشاعتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن تكون تحت السيطرة التامة، وهي ومن معها من أدوات لن تضمن عدم تمددها وانتشارها، ولا يمكن لها أن تمتلك الضمانات بذلك.‏

فسياسة واشنطن بفتح مزيد من الجبهات اعتقادا منها بأن ذلك يشتت قدرة الآخر على التركيز ويضعفه لجهة اللعب على المستوى التكتيكي والاستراتيجي؛ هي سياسة خطيرة جدا يبدو أن واشنطن لم تدرك بعد أبعادها الكارثية على العالم - وهي والغرب في مقدمة من ستطوله الأخطار- اذ لا يقدم الا الواهم المتعجرف على اشعال جميع الجبهات دفعة واحدة.‏

ما يحصل على الجبهة مع كوريا الشمالية جدي وخطير جدا، وما يرتب لايران استفزازي وخطير، والاصرار على الدرع الصاروخية والاقتراب من روسيا فتيل دائم الخطورة، على أن اللعب بالورقة الاثنية والطائفية واستخدام المتطرفين في عالمنا العربي والاسلامي تبقى الورقة الأخطر التي لن توفر تركيا ولا اسرائيل ولا أوروبا اذا ما اشتعلت.‏

سياسة الولايات المتحدة المتخمة بالدوافع الصهيونية والمندفعة باتجاهات تصعيدية على كل هذه الجبهات هي سياسة متهورة، ذلك أن أي انزلاق باتجاه التفجير على أحد المحاور أو احدى الجبهات سيشعل المحاور والجبهات الأخرى، فهل ترى واشنطن المأزومة في ذلك مخرجا لها من أزمتها، أم أنها ما زالت ترى في ذاتها والأنظمة العميلة «الأدوات خاصتها» من القدرات الخارقة ما يكفي ليجعلها تمدد صلاحية هيمنتها على النظام العالمي حقبة اضافية؟!.‏

كما أن كل التسريبات والوقائع والمعطيات تؤكد تهور وتوهم البيت الأبيض، فان كل المواقف والمسارات السياسية والعملياتية على الضفة الأخرى تؤشر الى أن روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية ودول البريكس وسورية وقوى المقاومة الوطنية في العراق ولبنان وفلسطين جادة جدا بجعل حلف «أميركا والغرب المتصهين وخليج الغدر والباب الواطي» يألم ويدفع أثمانا لم يتوقعها أي من مكونات هذا التحالف الشيطاني، وان في درس الصمود السوري الطويل في مواجهة الحرب الكونية وفي مواجهة الارهاب الدولي المنظم عبرة لمن يريد أن يعتبر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1293
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية