التي تحول وستمنع تحقيق أهدافها السياسية وعلى رأسها إحداث تغيير جذري في الجغرافيا والموقف السوري.
فمع دخول هذه الحرب الكونية عامها الثالث أصبح العنصر الإرهابي المرتزق العلامة الأبرز في التورط الخارجي لاستمرار الوضع ومنع أي حل سياسي يقرره السوريون إضافة إلى ما تمثله هذه العلامة من إشارة واضحة إلى وجود أجهزة مخابرات دولية تقوم بتمويل وإدارة التنظيمات الإرهابية سرياً لتحقيق مصالح دولها.
إن الأدلة على دفع قيادة الحرب على سورية بالعناصر الإرهابية المرتزقة من دول أوروبية وإفريقية وآسيوية وعربية وأخيراً من الولايات المتحدة وكندا لا تعد ولا تحصى وهناك تقارير إعلامية واستخبارية تشير إلى مستوى التدريب العالي لهذه العناصر سواء لجهة استخدام الأسلحة التقليدية أم غير التقليدية.
ويوضح إصرار بعض الدول بالقيادة الأميركية على رفض تضمين معاهدة تنظيم تجارة الأسلحة التقليدية التي أقرت مؤخراً حظراً قطعياً لتوريد الأسلحة للعناصر والمجموعات الإرهابية مدى العلاقة العضوية بين تكوين هذه التنظيمات وبعض أجهزة الاستخبارات العالمية.
وكذلك الأمر تعد «الهرطقة السياسية» لإدارة أوباما بوضع جبهة النصرة الإرهابية على قائمة منظماتها الإرهابية دون أي فاعلية قانونية على الأرض محاولة مكشوفة للتهرب من مسؤولية مدها بالمال والسلاح من أدوات أميركا في المنطقة وأيضاً بما يسمى الأسلحة غير «القاتلة» من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية والغربية ولكن الكم الكبير من الاعترافات المسجلة لعناصر هذه الجبهة الإرهابية يفضح هذه الإدارة ويؤكد انخراطها المباشر في إدارة دفة إرسال الإرهابيين إلى سورية أملاً في إشعال شرارة الحرب الأهلية التي ينفخ فيها الإبراهيمي منذ اليوم الأول لمهمته بعد فشل دول الحرب في إسقاط النظام ومن ثم الدولة السورية وتدمير مقومات وجودها.
فمن يعود إلى بداية تكليف الإبراهيمي يلاحظ ترابطاً بين كلامه عن الحرب الأهلية والأوضاع التي تزداد سوءاً وبين التدفق المتصاعد للإرهابيين المرتزقة المدربين على افتعال الأحداث الطائفية وارتكاب أبشع أعمال القتل والإجرام والتخريب وكذلك وضعه القيادة السورية أمام خيار القبول بأجندته الطائفية للحل السياسي أو استمرار الحرب الأمر الذي يتطابق مع ما تروج له وسائل الإعلام الإسرائيلية لجهة تقسيم سورية طائفياً وفقاً لما يقتضيه المشروع الأميركي الصهيوني وآخر خريطة نشرها الموساد الإسرائيلي قسمت سورية إلى أربع كانتونات طائفية.
إن التدفق الإرهابي المرتزق إلى سورية والذي يواجهه الجيش العربي السوري والسوريون معاً هو الحلقة الأخيرة في هذه الحرب وحتى الآن لا مؤشر على إمكانية تحقيق هدفه المتمثل بالحرب الأهلية وليس أمام الإبراهيمي إلا أن ينتظر أن تحل عليه « لعنة » سورية كما حلت على كل من أراد بها شراً من قبله.