إنما يمكن أن تصيب كل من تطأ قدماه هذه المنطقة. فالطمأنينة التي منحها الجامع الاموي للشاعر السويسري وأعمدة تدمر والمدن المنسية دفعت جاكوتي لأن يعلن في كتابه أن زيارته أيقظت فيه « القدرة على مقاومة الانحطاط بكل أنواعه الذي يهدد حياة الانسان المعاصر في الغرب»
ودائماً على قدر الزرع يأتي الحصاد ، وهي حيثية تفتح على مؤسساتنا الثقافية والسياحية معاً باب الأسئلة عن محتوى أجندتها من الدعوات التي يمكن أن توجه الى رموز ثقافية عالمية- بمعنى ما هو حصاد سورية وما هي حصتها من زيارات أعلام الثقافة العالمية-ولا نخجل اذا حملت تلك الدعوات سمة الترويج ، في عصر تحدد فيه مقومات الثقافة وديمومتها بقدرتها على الوصول الى الاخر بغض النظرعن مضامينها فما بالنا اذا كان ذلك الإرث مفخرة.
ولعل أهم ما في الحدث هو انجاز كتاب ونشره في مجتمع يقرأ ولا يتوانى عن استغلال دقائق ركوب الحافلة للقراءة ، والكتاب ايضا يمتلك قدرة توثيقية تمتد في الزمن طويلاً عكس التغطيات الصحفية التي تؤرخ اللحظة فحسب.