| الحــرب بمحــاكـم الجنــايــات الـدولية معاً على الطريق في إثارة النعرات الطائفية والإقليمية وتفكيك الأمم والشعوب من أهم وسائل الحرب لديها, ولئن بدأ تاريخ الصراعات والحروب على وجه الأرض باللكم والرفس إلى الحجر والعصا فقد تطور بمعطيات العلم والحضارة إلى أسلحة الدمار الشامل، فترى بكامل وعيك أن تدمير غزة ثم التبرع بإعادة إعمارها نوع من الجنون مثيله في التاريخ( نيرون) الذي دمر (روما) ليبكيها بشعره وقيثارته, وتتساءل هل انتقل (العبث واللامعقول) من كتب(ألبير كامو) و(جان جينيه) و(آلان روب غرييه) و(صموئيل بيكيت).. ليستقر في أمخاخ سادة العالم فترجموه إلى وسائل دمار شامل؟ وإذا أنعمنا النظر في (أزمة دارفور) وما نتج عنها من اتهامات إلى الحكومة السودانية والرئيس عمر حسن البشير نرى أن مفتاحها كان إسناد تلك الحكومة السودانية إلى شركات روسية وصينية للتنقيب عن البترول الاحتياطي الذي يقدر بسبعة مليارات برميل. يبلغ عدد سكان إقليم دارفور نحو 6 ملايين نسمة غالبيتهم من القبائل العربية الرحل منهم (المحاميد- مهرية- بني حسين..) وهم يتحدثون اللغة العربية ويسكن الإقليم عدد كبير من القبائل الإفريقية يتكلمون لغات محلية بالإضافة للعربية قد ألف بين الجميع الدين الإسلامي والتصاهر والتزاوج, وقد أطلقت على الإقليم هذه التسمية نسبة إلى قبيلة الفور و(دار) فور تعني موطن الفور وهي إحدى أكبر القبائل التي تسكن فيه. ويقع الإقليم غرب السودان على حدود ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وتقدر مساحته بخمس مساحة السودان(510) آلاف كيلو متر وهو مؤلف من ثلاث ولايات وهو غني بالمعادن كاليورانيوم فضلا عن البترول وغني بالزراعة: الصمغ العربي والقطن والتبغ والقمح والذرة والدخن وبالثروة الحيوانية الكبيرة كالإبل والغنم والبقر. أما الجنجويد (حلفاء الحكومة السودانية) فإن كلمة جنجويد تعني الرجل الذي يركب جواداً ويحمل مدفعاً رشاشا, وترمز للرجال الذين يقاتلون على صهوات الخيل, وهم قبائل بدوية من سكان دارفور الأصليين يتحدثون باللغة العربية ويعملون برعي المواشي وخاصة الإبل وببعض الزراعات الضيقة. إن أمريكا قادرة أن تعدد أساليبها بين (الفتنمة) أي الدسائس, والذراع الطويلة أي أسلحة الدمار الشامل, قادرة ألا تضرب عصفورين بحجر واحد وحسب بل عددا من العصافير كالدسائس والتدمير, وكنهب الثروات الطبيعية من نفطية وزراعية, وكمواقع استراتيجية كما فعلت بالعراق ولبنان وفلسطين وأخيراً(غزة). إنها الحضارة الغربية الملوثة بالضغائن والأحقاد, الحضارة التي قال فيها الطبيب الفرنسي د. جورج دوهامل بعد أن حضر الحرب العالمية الأولى ما أميل إلى الاستشهاد به دوماً وهو: إن الحضارة إن لم تكن في قلب الإنسان لا يمكن أن تكون في أي مكان آخر. anhijazi@GmaiL.com
|
|