تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحــرب بمحــاكـم الجنــايــات الـدولية

معاً على الطريق
الخميس 5-3-2009م
عبد النبي حجازي

يقول المثل الشعبي:«من عنده طباخ لماذا يلوث يديه؟» وأمريكا منذ نكوصها في فيتنام خلال منتصف القرن الماضي لجأت إلى-الفتنمة- بعد أن أوجدت الطباخ من خونة وجواسيس حتى غدت الحرب الإعلامية, وحرب الدسائس(المخابراتية)

في إثارة النعرات الطائفية والإقليمية وتفكيك الأمم والشعوب من أهم وسائل الحرب لديها, ولئن بدأ تاريخ الصراعات والحروب على وجه الأرض باللكم والرفس إلى الحجر والعصا فقد تطور بمعطيات العلم والحضارة إلى أسلحة الدمار الشامل، فترى بكامل وعيك أن تدمير غزة ثم التبرع بإعادة إعمارها نوع من الجنون مثيله في التاريخ( نيرون) الذي دمر (روما) ليبكيها بشعره وقيثارته, وتتساءل هل انتقل (العبث واللامعقول) من كتب(ألبير كامو) و(جان جينيه) و(آلان روب غرييه) و(صموئيل بيكيت).. ليستقر في أمخاخ سادة العالم فترجموه إلى وسائل دمار شامل؟‏

وإذا أنعمنا النظر في (أزمة دارفور) وما نتج عنها من اتهامات إلى الحكومة السودانية والرئيس عمر حسن البشير نرى أن مفتاحها كان إسناد تلك الحكومة السودانية إلى شركات روسية وصينية للتنقيب عن البترول الاحتياطي الذي يقدر بسبعة مليارات برميل.‏

يبلغ عدد سكان إقليم دارفور نحو 6 ملايين نسمة غالبيتهم من القبائل العربية الرحل منهم (المحاميد- مهرية- بني حسين..) وهم يتحدثون اللغة العربية ويسكن الإقليم عدد كبير من القبائل الإفريقية يتكلمون لغات محلية بالإضافة للعربية قد ألف بين الجميع الدين الإسلامي والتصاهر والتزاوج, وقد أطلقت على الإقليم هذه التسمية نسبة إلى قبيلة الفور و(دار) فور تعني موطن الفور وهي إحدى أكبر القبائل التي تسكن فيه.‏

ويقع الإقليم غرب السودان على حدود ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وتقدر مساحته بخمس مساحة السودان(510) آلاف كيلو متر وهو مؤلف من ثلاث ولايات وهو غني بالمعادن كاليورانيوم فضلا عن البترول وغني بالزراعة: الصمغ العربي والقطن والتبغ والقمح والذرة والدخن وبالثروة الحيوانية الكبيرة كالإبل والغنم والبقر.‏

أما الجنجويد (حلفاء الحكومة السودانية) فإن كلمة جنجويد تعني الرجل الذي يركب جواداً ويحمل مدفعاً رشاشا, وترمز للرجال الذين يقاتلون على صهوات الخيل, وهم قبائل بدوية من سكان دارفور الأصليين يتحدثون باللغة العربية ويعملون برعي المواشي وخاصة الإبل وببعض الزراعات الضيقة.‏

إن أمريكا قادرة أن تعدد أساليبها بين (الفتنمة) أي الدسائس, والذراع الطويلة أي أسلحة الدمار الشامل, قادرة ألا تضرب عصفورين بحجر واحد وحسب بل عددا من العصافير كالدسائس والتدمير, وكنهب الثروات الطبيعية من نفطية وزراعية, وكمواقع استراتيجية كما فعلت بالعراق ولبنان وفلسطين وأخيراً(غزة).‏

إنها الحضارة الغربية الملوثة بالضغائن والأحقاد, الحضارة التي قال فيها الطبيب الفرنسي د. جورج دوهامل بعد أن حضر الحرب العالمية الأولى ما أميل إلى الاستشهاد به دوماً وهو: إن الحضارة إن لم تكن في قلب الإنسان لا يمكن أن تكون في أي مكان آخر.‏

anhijazi@GmaiL.com‏

تعليقات الزوار

سالم سلامه- سوداني |  samihassan929@hotmail.com | 05/04/2009 08:52

شكرا لك ايها العربي الاصيل وانت تكتب بحيادية ووطنية عربية حقا ليت كل الصحفيين العرب مثلك لاستعدنا فلسطين

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1096
القراءات: 1083
القراءات: 1287
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1307
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية