وراحت تتسابق في نقل وكشف الخطط التي ينوي الاحتلال تنفيذها لمضاعفة الاستيطان في الضفة ، واعتزامه بناء 73 ألف وحدة استيطانية جديدة هناك ، في إجراء استفزازي واستباقي عد أحد العناوين العريضة للسياسة الصهيونية وتوجهاتها في المرحلة المقبلة ، والتي لا تختلف عن سابقاتها وإنما تشكل تكاملاً معها ، واستكمالاً لصيغها في فرض منطق الاحتلال وتكريس سياسة ( الأمر الواقع ).
والتوسع الاستيطاني السرطاني الذي لم يجد حكام تل أبيب غضاضة في إشهاره ، بعد أيام قليلة على قرار عدواني آخر بهدم عشرات المنازل الفلسطينية في القدس ، وبتزامن تقصد الرد على مؤتمر شرم الشيخ والاستغلال القذر لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ، على ما ينطوي عليه من خطورة ومواصلة استخفاف بالقانون الدولي ، فإنه يشكل ضربة قاصمة لجهود السلام والتفافاً صارخاً عليها ، يقوض كل المرتكزات المؤدية إلى إيجاد حل عادل وشامل لقضية الصراع .
وهو ما يحرج مجدداً حلفاء المشروع الصهيوني ويشكل حشراً لهم في الزاوية ، ينسف كل محاولات شرعنة هذا الكيان العنصري الإرهابي ، وتسويقه وتصويره على أنه ( حمل وديع ) محب للسلام ، فيما الحقيقة المجردة وحتى الوقائع تجزم بأنه : النقيض الصارخ والمدمر للسلام ومصدر التهديد الوحيد المسبب لحالة الفوضى والتوتر وانعدام الأمن والاستقرار في هذه المنطقة .
الصهيونية تعاود اليوم تنفيذ مخطط ( الترانسفير ) ، واستكمال التهجير القسري الكامل للفلسطينيين عملاً بمقولة ( الدولة اليهودية العرقية ) ، وهي تستخدم لهذه الغاية كل الوسائل وأحطها ، وأكثرها وحشية ودموية باستقواء وغطرسة لم تبق شيئاً ، يمكن القول بأنه يترك هامشاً للسلام ، وبتحد صفيق بات يستوجب دونما تلكؤ الرد العربي والدولي المناسب ، الكفيل بلجم اندفاعات العدوان وإسقاط مشاريع الاستباحة و التهويد .