وعقبت الأمم المتحدة على ذلك بالقول : إن قطع الرأس «محظور بموجب القانون الدولي مهما كانت الظروف»، وأكدت أن السعودية تنفذ أحكام الإعدام «بانتظام مروع وتجاهل صارخ لمعايير القانون الدولي» !!
لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في مقابلة مع الـ» NBC» نيوز، الأمريكية قال إن عمليات القتل التي ينفذها داعش « اعتباطية «. وأضاف أنه ليس لدى داعش أي وسيلة مشروعة ليقرر أن يقتل الناس ، مضيفاً أن «هناك فرق واضح» و «عندما تقتل شخصاً ما دون أساس شرعي ، أو نظام قضائي ، أو محكمة ، فتلك جريمة سواء قطعت رأسه أو قتلته رمياً بالرصاص».
لا أدري أين هو « الفرق الواضح « بين ما يقوم به داعش وما تقوم به مملكة الرمال من قطع للرؤوس , فالـ إن بي سي والأمم المتحدة تتحدثان في جهة والمتحدث السعودي يتحدث في أخرى , هما تقصدان الطريقة الوحشية في تنفيذ الإعدام , فيما هو يقصد أن لدى مملكته محاكم وجهاز قضائي وأساس شرعي لقطع الرؤوس ويتعامى أو يتغابى عن حقيقة أن لدى داعش نفس المحاكم والجهاز القضائي والأساس الشرعي , والفارق الوحيد بين مملكته وداعش أن دول العالم تعترف سياسياً بمملكته .. ولأسباب سياسية بحتة ومعروفة , ولكنها لا تقدم هذا الاعتراف لداعش .. ولنفس الأسباب أيضاً !
وحين تبلغ نسبة القطع « الشرعي « للرؤوس في مملكة الرمل رأساً واحداً في اليوم , فهذا يعني أن أكثر من ثلاثمئة وستين رأساً تتدحرج سنوياً تحت ضربات السيوف « الشرعية « في تلك المملكة المظلمة , ولا أظن أن داعش على وحشيته وهمجيته يدحرج هذا العدد من الرؤوس من بين ضحاياه الكثيرين سنوياً والذين يقتل أغلبيتهم بالرصاص لا بالسيف .. مضافاً إلى ذلك أن عدسات التصوير والإعلام لا تصل إلى الرؤوس المتدحرجة في المملكة , في حين أن الأغلبية الساحقة منها تنشط وبسخاء اليوم لأجل رأس واحدة تدحرجت بين يدي داعش ؟
بالطبع , ليس دفاعاً عن داعش ولا تجنياً على مملكة الرمل , لكن ما يجري من بشاعات « شرعية « ومستترة في المملكة الوهابية التكفيرية , يضاهي كثيراً بشاعات تنظيم داعش العلنية .. وهو وهابي تكفيري أيضاً , رغم أنف كل من يتنطع لتجميل الصورة السعودية القبيحة مجاناً أو بالأجرة , خاصة عندما يتسع تصنيف البشاعة ليضم ما هو أبعد وأكثر من قطع الرؤوس !
المذهل هنا , هو هذا العقل السعودي المظلم الذي لا يرى بشاعة داعش وهمجيته إلا من خلال عدم امتلاكه لمحاكم وأجهزة قضائية تشرعن قطع الرؤوس .. مع أنه يمتلكها حقيقة , لكن المذهل أكثر هو ذلك العقل السياسي الأميركي الذي بلغ في أنانيته وجشعه ووحشيته ما لم يبلغه عقل استعماري من قبل .. في إدارته وتوجيهه وحمايته للعقلين معاً .. السعودي والداعشي !!