| كيد النساء وكيد الرجال معاً على الطريق ترى شابة عابرة لوحة على محل تجاري، مكتوب عليها(كيد الرجال غلب كيد النساء) فتتقدم نحو التاجر تتدفق حيوية وتتمايل كغصن صفصافة, وعندما رفعت النقاب عن وجهها المضيء استلت آهة من أعماق قلبه فسألها لاهفا: - هل أنت عزباء؟ - - أجل. - أترضين بي زوجاً؟ - - أتمنى ولكن أبي قاضي القضاة يقول لمن يخطبني: إن ابنتي لكاع عليلة الجسم مصابة بالكساح كي يصده عني. - ألا من وسيلة؟ - - اطلبني منه وقل له أنا أرضى بها مهما كانت لأن غايتي أن أكون نسيباً لأهل الفضل والمكرمات ولا تتراجع مهما حاول أن ينعتني. تقول الحكاية إن التاجر هب من يومه إلى أبيها، خطبها وأقر برضاه عن حالها فعقد له الأب عليها مكرها وعندما زفت إليه وأدخلها بيته ظافراً فوجئ بها كما وصفها أبوها. أمضى التاجر لياليه يتلوى على لهيب القهر حتى جاءته تلك الفاتنة ورمته بنظرة سادرة فبادرها محتقناً: - - ويحك لقد أوقعت بي؟ - أتريد أن أقيلك من بلواك؟ - - ليتك تفعلين؟ - - ارفع هذه اللوحة وضع مكانها (كيد النساء غلب كيد الرجال). في مسرحية (الشاعر أو سيرانو دي برجراك)للشاعر الفرنسي إدمون روستان (1868-1918) التي عربها بتصرف الكاتب المصري الشهير مصطفى لطفي المنفلوطي (1876-1924) وكان لا يعرف الفرنسية فينقل له المترجم العمل إلى اللغة العربية فيعيد صياغته بأسلوبه الجذاب كما فعل بعدد من الروايات الهامة, بطل مسرحية سيرانو فارس شجاع وشاعر مجل من طبقة النبلاء لكنه دميم الخلقة كبير الأنف, أحب ابنة عمه روكسان ذات الجمال الرائع بيد أنها وقعت في حب البارون كريستيان دي نوفييت وهو وسيم الطلعة لكنه غبي, في مشهد ليلي يتجلى في القمر وقفت كرستيان على الشرفة ووقف روكسان تحت يغازلها، أما سيرانو فاتخذ مكاناً خفياً يلقنه عبارات تنبض بلواعج الحب واللوعة يصوغها بأروع الأساليب فتزداد هياماً بفتاها وولعا به. بعد انتشار (الإنترنت) وأساليب الدردشة(chat) والرسائل الإلكترونية بدأت تنشأ علاقات حميمية بين (المحبين)و(الأصدقاء) حتى يلتقي أحدهما بالآخر أو يرى صورته فيتفاجأ غالباً مفاجأة صاعقة. ومن أساليب الكيد الذي يرتد على صاحبه (مخيمات الفقراء والمشردين) في أمريكا وخاصة في كاليفورنيا، ثامن أقوى اقتصاد في العالم وقد بلغت نسبة البطالة(8.1%)- إن هذه الأزمة الماليةالتي أدت إليها تصرفات (دبليو بوش) الهوجاء ساوت بين الضحايا من فقراء العالم ومشرديه, وياليت خلفه (باراك أوباما) يأخذ العبرة من هذه الظواهر المأساوية وهو يتعامل مع شعوب العالم ويدرك أن هذا العملاق الأمريكي ليس معصوماً عن السقوط ولكم من دول أتخم حكامها وطغوا وبغوا فانهارت ككثبان الرمال. hijazi@Gmail.com
|
|