وخطوط نقل الطاقة والكهرباء وشبكات المواصلات والسكك الحديدية، اضافة الى تخريب الممتلكات الخاصة واستباحتها ، وهو ما كانت تسعى قوى العدوان لإخفائه فترة طويلة متذرعة بشعار سلمية التحركات والاحتجاجات التي شهدتها بالتسلسل اكثر من مدينة سورية.
وقد سخرت لذلك ماكينة اعلامية تعمل على مدار الساعة على تلفيق الاكاذيب وصياغة القصص والروايات المفبركة عن حوادث مختلفة أسهمت في تحريض بعض المواطنين ودفعهم للانخراط في صفوف المجموعات المسلحة تحت عناوين واكاذيب تدعو الى التفرقة وتحث على القتل والتخريب.
ولعل المتابع لبداية الاحداث وتطورها يرصد بوضوح التسجيلات والتقارير التي كانت تبثها قنوات الفتنة وتقدمها على انها تسجيلات يقوم بها هواة ومواطنون يلتقطون تلك المشاهد عبر اجهزتهم الخلوية، ما يعطي انطباعاً لدى جمهور المواطنين بصدقية تلك التسجيلات والتي كانت تعرض بشكل مهتز وكان القائم بالتصوير يركض او يتحرك خوفاً من البطش ، فيما دأبت قناة الجزيرة الفضائية على تقديم برامج وثائقية بمناسبة مرور عام على بدء الاحتجاجات في سورية، قدمت خلالها تسجيلات تلفزيونية تم التقاطها وتصويرها بأيادي محترفين اعادوا تقديم نفس المشاهد المشوهة والمهزوزة التي كانت تقدم كتقارير اخبارية يقدمها هواة ومواطنون من قلب الحدث اعادت تقديمها بمهنية وحرفية عالية، الامر الذي يدعو الى التساؤل ، ويجعل الاتهام مشروعاً على اساس ان التسجيلات الاساسية كانت تتم باحترافية عالية في حين يتم عرضها بصورة مشوهة بهدف التأثير على عقول المشاهدين وتحريك مشاعرهم وصولاً الى دفعهم لاتخاذ مواقف عدائية من الدولة وكل مؤسساتها.
وعلى مدى اكثر من عام من الاعتراف الدولي بوجود تلك المجموعات المسلحة وزيادة اعداد المنتسبين اليها، وبعد تصنيف تلك المجموعات ضمن سلسلة الارهاب الدولي ووضع جبهة النصرة على قائمة الارهاب وفق سلم التصنيف الاميركي، وبعد الكثير من التقارير الغربية التي وثّقت جرائم تلك المجموعات، ومرافقة الكثير من الصحافيين الغربيين للمجموعات الإرهابية وتقديم شهادات عن اعمالها وفظائعها ، فإن مواقف الولايات المتحدة والدول الغربية ما زالت تدعو الى المزيد من القتل والتخريب ، وتسعى الى تأزيم الوضع باستمرار عبر دعمها للمجموعات المسلحة، وتصنيع شخصيات وتقديمها على انها ممثلة للشعب السوري، والتمادي ابعد من ذلك عبر تشكيل مجالس سياسية واخرى عسكرية لم تستطع توحيدها في تشكيل واحد على الرغم من تابعية كل تلك التنظيمات والشخصيات للولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات وارتباطها المباشر بحكومات كل من تركيا وقطر والسعودية.
بمعنى أن هذه الدول تُقدم على اتخاذ المتناقضات السياسية في علاقاتها ومواقفها ، ففي الوقت الذي تدعي فيه الموضوعية نراها تتخذ مواقف تخالف وتعاكس كل القوانين والاعراف الدولية وتناقض كل
الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وخاصة كل ما يتعلق بالالتزام بالاعراف الدبلوماسية.
وتمعن الدول الغربية ودول الخليج العربية في زيادة الضغط على سورية فتزيد من تمويل المجموعات الارهابية بدعوى المخاوف من الجار الايراني الحليف القوي لسورية وصاحب المبادرات السياسية ومنظم العديد من لقاءات الحوار مع اطراف المعارضة، وهنا فإن السعودية وقطر ومن خلفهما من دول مجلس التعاون ترضخ لمطالب الولايات المتحدة الاميركية وتغير سياساتها وتعيد رسم استراتيجيتها حتى في حماية أمنها الذاتي، وهي لا تدرك ان هذه المتغيرات المرتبطة بالشأن السوري ستكون سبباً في هلاكها، إذ انها تحفر قبرها بإرادتها، فبعد ان كانت الدول الخليجية تؤكد ان امن الخليج مسؤولية دوله كلها لفترة طويلة مضت فإنها عمدت الى الاستعانة بالقوة الاميركية والغربية أساساً للدفاع عن عروش حكامها الواقفة على الرمال المتحركة، وهي في تقديراتها هذه تدخل في مرحلة القراءة الخاطئة لحقائق التاريخ والجغرافية، إذ لا يمكن تجاهلها كما لا يمكن تناسي ان كل قوات الغزو الخارجي الى زوال مهما كان جبروتها.
وما دعم هؤلاء الحكام للقوى الظلامية الا محاولة للحفاظ على عروش آيلة الى الزوال مع اول حركة للكثبان كما هي حقيقة الجغرافية في هذه المنطقة المتحركة.