خطوة في الاتجاه الصحيح بعد جولات من التهديدات شاركت فيها , بل قادتها إسرائيل بأدوار متعددة وبتحريضات علنية وخفية في محاولة لإجهاض هذا المشروع في مهده أو تدميره .
الترحيب الأميركي الأولي بالاجتماع المقبل إيجابي وبناء إذا ما قيس بما ينبغي أن يكون عليه من تحكيم بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع في بحث الملفات النووية عامة والملف النووي الإيراني خاصة , لكن الإيجابية الأميركية تلك لم تلبث أن تبعتها على الأثر سلبية تقول:»على إيران أن تتخلى عن طموحاتها النووية».
ثمة قوانين وتشريعات ومؤسسات دولية تنظم وتفرز ما هو مشروع عما هو غير مشروع من طموحات الدول ومشاريعها, في مقدمتها المنظمة الدولية والهيئات المتفرعة عنها , ومنها أيضاً الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ومنذ تأسيسها تسمح بامتلاك الطاقة النووية السلمية لمن استطاع إليها سبيلاً علمياً وتقنياً وأمنياً لإنتاج الطاقة وللاستخدام متعدد الأغراض لها, ومن بين الدول التي بصمت ووقعت على هذه التشريعات والقوانين أميركا ودول أوروبا. ما يعني أن ثمة حقوقا ثابتة للدول في استخدامات الطاقة الذرية ينبغي ألا يمنعها أحد أو يرصدها بعين السماح والمنع سوى الوكالة الدولية ذاتها .
ما يجري اليوم من حصار وتهديدات للمشروع النووي الإيراني, رغم سلميته وبداياته يخترق هذه القوانين والتشريعات، ويعيد المشروع كاملاً إلى دائرة التسييس بدلاً من إبقائه في دائرة الحقوق الشرعية والثابتة. و في المقابل يجري استثناء إسرائيل من التحكيم الجاد والموضوعي بشأن مشروعها رغم امتلاكها السلاح النووي واعتراف العديد من قادتها بذلك سراً وعلانية .
فكيف يستوي الترحيب بالحوار مع إيران، بشأن مشروعها النووي، مع مطالبتها التخلي عنه جملة وتفصيلاً في آن معاً .. هل الأصابع الإسرائيلية تعيث تخريباً كالعادة ؟
نعم بلا شك !