تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حرب النفط والعقوبات!!

البقعة الساخنة
الأثنين 15-12-2014
علي نصر الله

لا توفّر الولايات المتحدة وسيلة سياسية أو عسكرية أو استخبارية أو اقتصادية إلا وتستخدمها اليوم في إطار حربها المعلنة ضدّ خصومها الدوليين والإقليميين، وفي إطار سعيها لفرض هيمنتها على العالم،

وفي إطار ذهنيتها القائمة على مقتضيات فرضية إقامة الإمبراطورية الأميركية المخطط لها أن تعيش إلى ما لا نهاية؛ لا أن تنتهي كما انتهت سابقاتها.‏

في إطار الفرضية إياها تتحرّك الولايات المتحدة في كل الاتجاهات بلا ضوابط ولا ممنوعات؛ متجاهلة القوانين والمبادىء والأعراف؛ من دون أن تنسى التذرّع بها والاتكاء عليها؛ عند الحاجة؛ لتطرح بذلك نفسها كسيّد أحمق لا يرى مشكلة بازدواجيته؛ ولا يجد نفسه محرجاً حتى عندما تكون سياسته مبنية على مفارقات غير مقبولة؛ ولا حتى عندما تكون مخرجات هذه السياسة كوارث على شعوب العالم وحكوماته!!.‏‏‏

في آخر طبعة للوسائل غير المشروعة التي تستخدمها الإدارة الأميركية في الحرب التي تشنّها ضدّ خصومها - بعد الإرهاب كذراع قوية لها- تستخدم اليوم العقوبات الاقتصادية والنفط للضغط على هؤلاء الخصوم، وروسيا في المقدمة منهم، مستغلة الشركاء الأوروبيين في القارة العجوز؛ والأدوات الخليجية (الملوك والأمراء) الذين لا يملكون - في الواقع - من أمر الإنتاج النفطي وعائداته شيئاً إلا ما يكفي لتلبية حاجاتهم القذرة ودوافعهم الدنيئة.‏‏‏

في المبدأ والتاريخ؛ لا تبدو الحروب أمراً مستهجناً؛ وقد خبرتها الشعوب والأمم جميعها؛ وعانت منها ودفعت أثماناً باهظة خلالها، غير أن للحروب دوافعها وغاياتها؛ وتبعاً لذلك تصنف في تصنيفات مختلفة. ففي الوقت الذي تكون فيه الحرب - أميركية أو غير أميركية - عدوانية ضد دولة ذات سيادة، تكون هذه الحرب بذاتها معركة وطنية للدولة المعتدى عليها؛ يندفع الشعب لخوضها دفاعاً مشرفاً عن وطنه ومقدراته، بينما ربما تكون ذات الحرب حاجة للدولة المعتدية لتهيمن أو لتنهب أو لتستعمر، وهي في كل هذه الحالات تكون عدوانية لا أخلاقية ومدانة.‏‏‏

كل حروب أميركا لا أخلاقية عدوانية ومدانة سواء كانت عسكرية أم اقتصادية أم ثقافية، وهي تدل بشكل واضح وعميق على ضعف الدولة الأميركية؛ وليس على قوتها كما يتهيأ للبعض، ذلك أن القوي باقتصاده وسلعه، وبثقافته وبإنتاجه الحضاري، وبقدراته العسكرية وبإنتاجه الحربي يفرض قوته بالاعتماد على عناصر القوة الذاتية المكتنزة في عوامل وأشكال القوة التي يمتلكها، وليس في استخدامها استخداماً سيئاً ومدمراً، وإلا فما شكّل المنافسة التي تعدّ واحدة من أهم القوانين المحرّضة على الإبداع وتجويد الإنتاج؟ وهل تريد واشنطن دفع العالم إلى التنافس على إنتاج السيء والأسوأ في السياسة والاقتصاد وفي الثقافة والفعل الحضاري؟!.‏‏‏

وهل بمقدور الولايات المتحدة تحمّل نتائج حروبها العبثية والعدوانية؟ وهل تلمست أي نجاحات في البناء على سياسة الفوضى التي تنتهجها، لتمضي في حرب العقوبات والنفط ضدّ خصومها بعد أن استنفدت ضدّهم سبل توظيف الإرهاب واستخدام الاستخبارات؟ وبعد أن سُدّت في وجهها طرق العدوان العسكري المباشر والحرب الخشنة؟ وهل ستصح معها فرضية أن الآخر سيمتصّ الضربات التي توجهها له من دون أن يصفعها أو يضع لها الأفخاخ ليشهد مقتلها؟ ربما باتت الأيام القادمة حبلى بالإجابات التي لا تنتظرها أميركا وينتظرها أحرار العالم.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12285
القراءات: 1611
القراءات: 1272
القراءات: 1431
القراءات: 1393
القراءات: 1202
القراءات: 1449
القراءات: 1308
القراءات: 1432
القراءات: 1515
القراءات: 1521
القراءات: 1588
القراءات: 1859
القراءات: 1231
القراءات: 1310
القراءات: 1248
القراءات: 1622
القراءات: 1432
القراءات: 1399
القراءات: 1479
القراءات: 1425
القراءات: 1453
القراءات: 1425
القراءات: 1730
القراءات: 1434
القراءات: 1314

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية