تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«إسرائيل» الحاضر الحاضر

البقعة الساخنة
الاثنين 4-11-2019
علي نصر الله

مُبكراً اكتشفت سورية المؤامرة التي تطورت وتحولت عدواناً واسع الطيف مُتعدد الجنسيات، وهو ما أُريد تَحميله على مَقولات لا علاقة لها إلا بالمُخطط الشيطاني الذي استثمر بكل حُثالات الإرهاب التكفيري حول العالم.

ومُبكراً أدرك السوريون أنّ اللون الرمادي لا وجود له، وأنّ الوقوف على التلة يَحمِل الإدانة المباشرة للواقفين عليها، وأنّ وضع قدم هنا وأخرى هناك لا يَستقيم.‏

على شاشتي (السورية) و(الأخبارية) أعاد السيد الرئيس بشار الأسد تأكيد الحالة في رده على سؤال عَرَضَ مَقولة أن (إسرائيل) كانت الحاضر الغائب في العدوان على سورية، مُصححاً: (إسرائيل هي الحاضر الحاضر، لم تكن غائباً على الإطلاق، غائب لغوياً لأننا نُقاتل نُوابها أو عُملاءها أو إمعاتها أو أَدواتها بأشكال مُختلفة، منها عسكري، والبعض سياسي، كلهم أدوات يَخدمون إسرائيل).‏

الأدوات والإِمّعات والعُملاء والنّواب، ليست مُجرد مُترادفات أراد الرئيس الأسد تَعدادها، وإنما أراد ربما تَثبيت أن التّنوع بمدلولاتها إنما يُؤشر لتنوع الأدوار التي قام بها هؤلاء وسواهم بالداخل والخارج، استكمالاً لما أُسند من أدوار للمُرتزقة التي جِيئ بها من أربع جهات الأرض، ولما أُسند لمشيخات البترودولار، لإمعات القارة العجوز، وللعثماني الواهم.‏

من هؤلاء مَن استُخدم بالمعركة السياسية التي سخِّر لها منصات الإعلام ومنابر السياسة والدبلوماسية، ومنهم مَن استُخدم بالمعركة العسكرية التي حُشد لها الحُثالات الإرهابية، ليَبقى من الثابت أن حكومات انخرطت بالمعركة مع أجهزة استخبارات ورئاسات أركان جيوش مُعادية أُنشئت لها غرف عمليات على الحدود، وعبر المُحيطات.‏

أميركا، دول الغرب، مَحميات الخليج وتركيا، منها تَشكلت منظومة العدوان خدمةً لإسرائيل، وهي المنظومة التي باع لها رخيصاً بعض السوريين أنفسهم ليَكونوا ضمن التشكيلة إياها، فمنهم من كان أداة ومنهم من كان إمعة أو عميلاً أو نائباً لإسرائيل يعمل لمصلحتها وخدمة لأهدافها، فكانت إسرائيل واقعياً الحاضر الحاضر بكل ما جرى.‏

الأدلة التي ظهرت تباعاً، والتي صارت جلية عَلنية شديدة الوضوح والوقاحة، هي في الواقع تُعد وتُحصى رغم تَكاثرها، وستبقى قرائن ثابتة تُدين أميركا والغرب ومَحميات الخليج وتركيا، وتُسقط بالقانون والوجدان عن الذين باعوا أنفسهم سوريتهم.. نعم، وبعيداً عن السياسة، نَعتقد أن هذا هو حكم الشعب السوري القاطع والنهائي.‏

للذين ما زال الأمر يَلتبس عليهم نقول: كنا وما زلنا نقاتل إسرائيل، بدليل أنها كانت تَألم ولا تُخفي ألمها والخيبة، في كل مرة نُحقق فيها تقدماً وانتصاراً، بكل إنجاز ميداني نُعلنه، وبكل خطوة نَنتهي منها كانت تَألم قبل بقية مُكونات المنظومة إياها، راجعوا تصريحات نتنياهو وزمرته بالكيان الغاصب، ستَجدون أنها كانت الحاضر الحاضر بتفاصيل العدوان، وأول الحاضرين بالتعبير عن الألم والهزيمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 11987
القراءات: 1461
القراءات: 1174
القراءات: 1333
القراءات: 1292
القراءات: 1094
القراءات: 1349
القراءات: 1205
القراءات: 1334
القراءات: 1411
القراءات: 1416
القراءات: 1480
القراءات: 1756
القراءات: 1135
القراءات: 1205
القراءات: 1150
القراءات: 1512
القراءات: 1327
القراءات: 1302
القراءات: 1380
القراءات: 1330
القراءات: 1349
القراءات: 1329
القراءات: 1628
القراءات: 1335
القراءات: 1213

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية