تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لاءات شارون ... برسم من!?

قضايا الثورة
الاحد 14/8/2005م
محمد علي بوظة

اختزلت لاءات الإرهابي أرييل شارون الأخيرة الرافضة لأي نوع من التفاوض على الاستيطان ومستقبل القدس وعودة اللاجئين,

والتي استبق فيها عملية الانسحاب (الخدعة) من قطاع غزة المشهد في الأرض المحتلة, ورسمت الكثير من الشكوك حول مستقبل العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين,‏

تلك التي يخطط رئيس حكومة الاحتلال لأن تكون غزة المنطلق والقاعدة التي يمكن التأسيس عليها, لإحكام القبضة على الضفة وقضمها وتهويدها وشطبها بالتالي مع المدينة المقدسة, من الجغرافيا السياسية لخطوط الرابع من حزيران العام 1967 والمشملة بقراري مجلس الأمن 242 و.338‏

فخطة فك الارتباط الأحادية الجانب والموصفة بأنها إعادة انتشار للجيش الإسرائيلي, وإحكام لسيطرته على أجواء ومياه القطاع وحركته حسب اعترافات وتأكيدات وزارة الحرب الصهيونية, تخفف أعباء الاحتلال وخسائره المادية والعسكرية أكثر مما ترفع عن الشعب الفلسطيني المعاناة والمأساة المستمرة, أو تنهي قرابة الأربعة عقود من القتل والتدمير والحصار والتجويع والعزل عن العالم الخارجي وتحويل القطاع إلى سجن كبير, مشروع سياسي وإعلامي لحكومة شارون يجري وللأسف الشديد تسويقه أميركيا وغربيا على أنه (إنجاز كبير), وخطوة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية الموعودة ,فيما الحقيقة غير ذلك.‏

لقد أريد لهذه المسألة أن تكون الاختزال للصراع العربي -الصهيوني والخاتمة له, وواحدة من إنجازات إدارة بوش التي يعتد بها, ويمكن توظيفها في تحسين صورة أميركا المشوهة في العالمين العربي والإسلامي, وإعادة بعض الثقة لهيبتها ومصداقيتها المفقودة الغارقة في وحول ومستنقعات ورمال العراق وأفغانستان المتحركة, ونتيجة الدعم اللامحدود والانحياز الأعمى إلى جانب إسرائيل, وأن تشكل على الجانب الآخر والإسرائيلي تحديدا الغطاء لسياسات وممارسات عدوانية أدهى وأشد تطرفا, لا تتنكر للسلام وتتهرب من استحقاقاته على المسارات كافة فحسب, وإنما تقبر عمليته وتحاول فرض أمر واقع جديد تبدو معه مكاسب الاحتلال ومكافآته, أكبر بكثير من حجم الانسحاب من بعض المستوطنات النائية.‏

وشارون حين يفعل ذلك ويجاهر بلاءاته, لاءات التحدي, ويقذفها في وجه العالم ويأخذ بمبدأ التعويض عن الفتات بالخبز كله وتعزيز الاستيطان في الكتل الكبرى بالضفة, بدلا من تلك الأعباء والمحدودة في غزة ويتشبث بالقدس عاصمة (أبدية لإسرائيل), وينكر حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا بالقوة من ديارهم وأرض وطنهم, قاطعا بذلك الطريق على أي تسوية سلمية محتملة, ومغلقا الباب في وجه أي جهود أو مساع ترمي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة, فهو يستقوي بدعم واشنطن والضمانات والتعهدات (الحلم) التي أغدقتها عليه الإدارة الأميركية الحالية والمتضمنة عدم إلزام إسرائيل بعودة اللاجئين, وعدم الانسحاب إلى خطوط الرابع من حزيران العام .1967‏

المستهجن والمرفوض وغير المقبول أن يمر الموقف الإسرائىلي هكذا, وأن يقابل بعدم اكتراث ودونما ردات فعل, وكأنه لا الولايات المتحدة ولا الرباعية الدولية الراعية لما يسمى خطة (خارطة الطريق), أو حتى أولئك الذين يحاضرون بالعالم اليوم عن الحرية والسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان ويزايدون على شعوبه, كأن هؤلاء جميعا ليسوا معنيين بعدوانية تل أبيب وعربدتها وتهديداتها الصارخة والمستمرة للسلام, وتمردها وتطاولها على القانون الدولي وقرارات شرعيته, وردات فعلهم مقصورة فقط ومحصورة بالعرب ضحايا العدوان والاحتلال والسياسات الظالمة للولايات المتحدة وإسرائيل.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 14/08/2005 01:37

للأسف الشديد فإن لاءات شارون تلقى الصدى الإيجابي ليس من الغرب والمجتمع الدولي فحسب بل من الأنظمة العربية أيضا , وفي مقدمتهم السلطة الفلسطينية ومنظمة تحريرها من كل مسؤولية, إنما على السكيتي ومن تحت الطاولة, فلم يبق في الميدان ياحميدان إلا سورية العربية وإيران الإسلامية والمقاومة العربية والإسلامية في العراق ولبنان وفلسطين.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية