وبالطبع لا يتوفر إحصاء أو استبيان , ولكني أميل إلى هذا الرأي من خلال وقائع ملموسة ومعطيات رقمية عن عدد الفضائيات العربية .
في الوقائع يكفي الصعود إلى مكان مرتفع لنشاهد الأطباق اللاقطة , وتأتي الأرقام لتقدم مؤشرات مذهلة عن الحزم الضوئية التلفزيونية الموجهة للمشاهد العربي .
فحسب دراسة أصدرتها مجموعة تطلق على نفسها المرشدين العرب وتكتب اسمها بالحروف اللاتينية arab advisor group) ) تفيد أن عدد القنوات العربية المفتوحة بلغ مائة وخمس وخمسين قناة مفتوحة وعشرات القنوات المشفرة , وأن عدد القنوات التي انضمت خلال عام ونصف العام أكثر من خمسين قناة .
ولم تذكر المجموعة هوس المشاهدين العرب بالديجتال الذي يتيح لمن لا يثق بالقنوات الرسمية , ولا تعجبه القنوات الخاصة مشاهدة آلاف القنوات الأجنبية تقدم ما يحرم منه من أفلام وبرامج لم تصل إلى الشاشات العربية الصغيرة والكبيرة .
أمام هذا الواقع الفضائي لا يمكن ضبط عملية المشاهدة التلفزيوني وفق آراء علماء التربية والإعلام والاجتماع , ولم تعد الندوات والمؤتمرات ذات جدوى , ويبقى الحل في الوعي الذاتي , والوعي ناتج عن مكونات التربية الأسرية والعقائدية والقراءة والتجارب الخاصة وتشكل بمجملها القناعة الذاتية .
ونحن نشاهد اليوم حول هذه القضية نشاطا ملحوظا من مجموعات شبابية وهيئات رسمية في ملتقيات وندوة وأحاديث تلفزيونية , و نسمع كلاما جميلا حول هذه المشكلة المعقدة , ولكن هيهات بين ما يقال وبين ما يجب أن يكون , فقد باتت القنوات الفضائية ثورا هائجا افلت من عقاله .