تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل اقترب من عمق الأزمة ؟!

رؤية
الأثنين 25-3-2013
سعاد زاهر

وأنت تجلس في تلك الصالة المظلمة الصغيرة...تاركا وراءك كل ما في الحياة من متاهات وعذابات لامتناهية...تشعر أن تلك الصالة احتوتك بحنان منقطع النظير حتى لتكاد تتمنى لو انك لا تفارقها خاصة عندما يكون العرض المسرحي على مستوى ماتريده...

تاركا إياك تحاكي ذاتك- حتى بعد خروجك من العرض- لتكتشف أن أوجاعنا الخاصة ما هي إلا نتاج لوجع جمعي تراكم عبر الزمن مخلفا إيانا...في دوامة لن نتمكن من التملص منها قريبا.‏

الوجع الجمعي الذي يتناثر على خشبة العرض يخلقه صناع العروض  ... ليلملم تمزقنا ليعيننا على إيجاد خلاصنا...‏

ولكن عندما يتعالى صوت ألمنا حتى يخرق سكون الكون كله..هل بإمكان أي مسرح أن يقترب..ان يتقن  طرح ما نعانيه...نحن الغارقين في برك الدم.‏

ما نعيشه حاليا لايبدو أن أي نص مسرحي أو عرض بقادر على الاقتراب منه..إلا لماما..من يرغب بتقديم عرض  يقترب بمادته من أفلام الرعب...‏

ترى ألا يعتبر الحديث عن المسرح وغيرها من الفنون في هذه اللحظات الكارثية عبئا على القارئ القابع في متاهات كارثية  منتظرا من يرحمه.. دون أن يعرف هل سيتمكن من التقاط اللحظة التالية وهو لايزال حياً..!‏

لعلها ليست مفارقة مسرحية فقط، بل هي تحتاج إلى مبدعين يشحذون كل خيالهم وإبداعهم علهم يتمكنون من اقتناص إبداع قد لايصدقه أي من قارئيه بعد زمن..لعلها تشبه حضورنا لتلك العروض المسرحية التي كانت تستمد مادتها من التاريخ لعلنا نتعظ ومع ذلك في تلك المرحلة من الرخاء...لم نفهمها ولم تعنينا ولم نتعظ...!‏

وبقي مسرحنا العربي خارجا عن لحظته الحقيقية..هاربامن تفجير وعي جماعي.. إلى تسلية عابرة...تاركا إياه للمجهول يتدخل  لنخلع دفعة واحدة كل أرديتنا العصرية.. عائدين إلى وحشية..لم نتوقعها يوما!‏

في لحظة تبدو كل الفنون مجرد ترف فارغ إن لم تستطع التقاط تلك اللحظات قبل حدوثها..علها تساهم  في تنوير نفتقده إلى ابعد الحدود ونحن قابعين هنا تحت سطوة المعادن المختلفة تفتك بنا ونفتك ببعضنا وكأننا على مسرح  يغوص عميقا في جاهلية يأبى الخروج منها!...‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11217
القراءات: 793
القراءات: 847
القراءات: 798
القراءات: 962
القراءات: 801
القراءات: 823
القراءات: 783
القراءات: 786
القراءات: 815
القراءات: 839
القراءات: 816
القراءات: 848
القراءات: 846
القراءات: 874
القراءات: 909
القراءات: 892
القراءات: 906
القراءات: 879
القراءات: 962
القراءات: 894
القراءات: 944
القراءات: 950
القراءات: 965
القراءات: 754
القراءات: 813

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية