تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«دمشق صبراً على البلوى»

معاً على الطريق
الاثنين 25-3-2013
أنيسة عبود

لم أستأذن قناة الميادين كي استعير عنوانها المؤثر حول ما يصيبنا نحن السوريين الذين نطمر قلوبنا في تراب الوطن . ونحفر بأيدينا قبر الوطن .فإلى متى الصبر مع أن شيمتنا الصبر ؟

وشيمتنا الصمود والشهادة من أجل سورية ..وشهيدها الكبير العلامة , الشيخ والأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي أكبر مثال على الشهادة من أجل سورية وترابها القدسي وشعبها المقدس .فسلام عليك يا سيدي وأنت تزرع العلم والمحبة والتسامح ..وسلام عليك وأنت تزرع الأرض بدمك الطاهر .. يا شيخنا الجليل أبكيت شرفاء الأرض عليك ..فليمت الطغاة بغيظهم .أنت لم تمت ..هم الذين ماتوا ..إنهم ليسوا إلا أشباحاً وهياكل محشوة بالحقد والجهل ..فسلام عليك وسلام على التراب الذي شرب من دمك .‏

ومن شيمنا الغفران والتسامح .ولكن كيف لا نغضب ونحن نشاهد نظارة الشيخ العلامة البوطي وقد اغتسلت بدمه وهو الرجل الكبير المسن المتسامح ؟‏

كأن نظارته وقد غطاها الحرف والدم والسنوات الكثيرة نظارة عمر المختار المناضل العربي الليبي .وهذا ليس فرط تخيل بل هو واقع يجمعنا مع زمان مضى وزمان أتى ..نظارتان للعلم والمعرفة والنضال والمقاومة ..نظارتان مضيئتان يحاول غبار الجهل ودم الحقد أن يغطي نورهما ..نظارتان وكتاب أمام سيف ومشنقة ورصاص ..نظارتان ودموع حارقة ..وغياب ..‏

جارح هذا الغياب وقاهر دم الشيخ ولكن كلنا مستعدون للغياب كي تحضر البلاد ..بلادنا الصابرة على البلوى ..بلادنا المقهورة التي تمسح دمها بدمها وتغسل حزنها بدموع أمهاتها ..‏

قومي دمشق..‏

قومي من دمك.. من جراحك‏

قومي من بين البيوت المهجورة ومن بين المعامل المهدمة والمنهوبة ..اخلعي عمامة الزيف ..أفيقي من ضلالهم ..أفيقي من كفرهم ..اغسلي عنك مالهم الحرام ونفطهم الحرام ..وفتاواهم القاتلة ..قومي من دم الشيخ الجليل ومن تلامذته الأوفياء ..قومي من دم الشهداء ..امسحي وجوه الجنود الغائبين ..امسحي جباه الأمهات ..افتحي عينيك للضوء ..الجنود يحملون المشاعل والشهداء يحملون ترابك ويمضون ..قومي دمشق ..انهضي ..لقد هدنا الغياب ..وهدنا الحزن والخراب ..لم تكوني إلا صامدة ..أبية , وفية ..لم تكوني إلا مناضلة عزيزة ..قومي دمشق دماء العلماء قرابين كي تنهضي ..وستنهضين . مؤكد ستقومين من الحريق كما طائر الفينيق ..وستقومين كما قام المسيح ..فطوبى لك بشعب يبذل دمه لأجلك ..وطوبى لك بعلماء يستشهدون في محراب الحق والصدق لأجلك ..طوبى لك بجيش يسترخص الروح في سبيلك .فأنت دمشق ,أنت الحبيبة ..وأنت الأم الكبيرة ..وأنت شرف السوريين وكرامتهم ..أنت دمشق .. وهذا يكفي لنكون أعزّ وأعرق الشعوب.‏

صبرا" دمشق على البلوى.‏

كم هو حزين هذا العنوان ..ولكن كم هو واقعي ..فنحن مبتلون بالجهلاء .وبالعملاء ..مبتلون بالذين غيبت عقولهم ..وضاعت منهم بوصلة الحق والحقيقة ..ومبتلون بالغرب الفاجر الكذاب الذي يبني مجده من دماء الشعوب ومن ذبحها وفقرها ونهب خيراتها ..ومبتلون بالذين يصدقون هذا الغرب اللعين ويهللون له ..يا ويحهم أما قرؤوا التاريخ ؟‏

يا ويحهم ..أما شاهدوا ما حدث لغزة وللقدس ولبغداد ؟ أما عرفوا ما يجري في ليبيا وما يحدث في بلدان كثيرة على وجه الأرض ؟ ويحهم ..أما شاهدوا دماء الشيخ الجليل العلامة البوطي ؟ يصدقون الغرب السارق الفاجر ويكذبون العلماء ؟‏

يصدقون أمراء القتل والذل ويكذبون العلامة البوطي ؟‏

لمن هذا الدم كله ؟ ولمن هذا الخراب كله ؟..لمن دموع الأمهات والثكالى ..ومن أجل من تغتصب النساء ويذبح الأطفال ويقتل السوري بالسلاح الكيماوي ؟ من أجل من يريدون إبادتنا وتهجيرنا .ونهب بلدنا؟‏

من أجل من تدمر حلب وحمص وإدلب الخضراء ؟ من أجل من يصير الزيتون رصاصاً والبرتقال قنابل ..والتفاح مشنقة ؟‏

آه دمشق ..صبرا" على البلوى يا حبيبتي ..صبرا" على الظلام الطويل ..فما بعد الظلام سوى النور ..وما بعد الدم سوى شقائق المحبة والخصب ..ستبكي عشتار طويلا" ولكن سيخرج من بين الدموع أبطال ..وسيظهر من ركام الألم شعب يبني ويعمّر ويكتب التاريخ ويلقي السلام على من استشهد وعمر بدمه أرض المحبة أرض الشام ..يا أرضنا عليك من دم العلّامة البوطي ومن دم شهدائنا السلام .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 639
القراءات: 746
القراءات: 693
القراءات: 646
القراءات: 666
القراءات: 613
القراءات: 632
القراءات: 830
القراءات: 880
القراءات: 716
القراءات: 692
القراءات: 715
القراءات: 712
القراءات: 806
القراءات: 712
القراءات: 712
القراءات: 698
القراءات: 779
القراءات: 691
القراءات: 841
القراءات: 702
القراءات: 750
القراءات: 840
القراءات: 917
القراءات: 717

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية