تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بـــدأ علــــــى خجــــــل..

من داخل الهامش
الأثنين 25-6-2012
ديب علي حسن

متى كان التواصل الأول بين الشرق الغرب.. و كيف كان شكله و لونه و من البادىء به.. أمور لسنا بصدد البحث فيها و إن كانت ضرورية لتكوين قاعدة انطلاق.. لكن المهم أن ذلك حصل و أن تفاعلاً ما قد وقع تحول مع الزمن إلى علاقة مستبدة،

الغرب أسس ما سماه علم (الاستشراق) وطاف الشرق شبراً شبراً وعرف عادات و تقاليد وتغلغل حتى في أزقتنا ووضع أسس تفكيك مجتمعاتنا، و شحذ الهمم، ووصل إلى ما يريد.. و لكن ماذا عنا نحن الشرقيين.. نحن العرب.. نحن المسلمين.. هل قرأنا الغرب كما يجب و هل فككنا حضارته و عرفنا رموزها وأخذنا منها ما نريد..‏

التواصل قائم والاحتكاك يؤرخون له بشكل رسمي منذ الحروب الصليبية و ما نتج عنها، وزاد الأمر بعد حملة نابليون على مصر.. توالت بعثات العرب الى الغرب.. علماء و أدباء و فنانون مبدعون..‏

واليوم الكل يحج إليه ولكن ما النتيجة..؟! لماذا لم نستطع أن نمد جسور التواصل و التأثير و التفاعل هل هو لا يريد..؟ لماذا لم يستطع العرب أن يفعلوا شيئاً حتى في الحراك الثقافي إلا (ملاهي الليالي الحمراء، الشقق الفاخرة، الأرصدة، اليخوت، شراء القصور) بمعنى آخر صرف ثرواتهم على العهر وتوابعه.. والغرب لم يترك صفحة من تاريخنا إلا وقرأها، حللها، ناقش مضمونها أقام المعاهد و مراكز الدراسات من أجل ذلك، وأتت ثمارها..‏

لكن ماذاعن (الاستغراب)..؟؟‏

هل نحلم بمعهد أو مركز دراسات يعنى بدراسة الغرب و سبل التواصل معه.. لماذا لا يبدو العرب فاعلين هناك.. لماذا حملوا معهم إلى حيث هم الطائفية و العائلية و الجاهلية و القبلية و مارسوها تجاه أبناء جلدتهم، لكنهم في الغرب مع الآخر (الغربي حضاريون).‏

وحدهما جبران خليل جبران و إدوارد سعيد كانا علامة فارقة واستطاعا أن يتركا أثراً حقيقياً في الغرب، وليس ذلك فقط، بل إن إدوارد سعيد فكك لغز (الاستشراق) ووضع لبنة أساسية للباحثين و الاكاديميين العرب ليسيروا على منهج ما لكنهم للأسف لم يفعلوا أبداً. و ليتهم صمتوا و اكتفوا بالصمت، لقد عاد معظم مثقفينا وهم يحملون رماح وسيوف الغرب ليضربوا بها أوطانهم..‏

(الاستغراب) مصطلح أخذ طريقه الى النور منذ سنوات وقد كتب فيه (حسن حنفي) وآخرون، و لكن لماذا تبقى جهودنا مبعثرة..أين المؤسسات البحثية ومراكز الدراسات، أين مراكزنا الثقافية في الخارج ماذا تفعل..؟‏

dhasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 787
القراءات: 788
القراءات: 823
القراءات: 703
القراءات: 727
القراءات: 812
القراءات: 874
القراءات: 819
القراءات: 684
القراءات: 910
القراءات: 789
القراءات: 763
القراءات: 749
القراءات: 769
القراءات: 750
القراءات: 704
القراءات: 870
القراءات: 726
القراءات: 798
القراءات: 772
القراءات: 842
القراءات: 816
القراءات: 835
القراءات: 751
القراءات: 806

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية