الغرب أسس ما سماه علم (الاستشراق) وطاف الشرق شبراً شبراً وعرف عادات و تقاليد وتغلغل حتى في أزقتنا ووضع أسس تفكيك مجتمعاتنا، و شحذ الهمم، ووصل إلى ما يريد.. و لكن ماذا عنا نحن الشرقيين.. نحن العرب.. نحن المسلمين.. هل قرأنا الغرب كما يجب و هل فككنا حضارته و عرفنا رموزها وأخذنا منها ما نريد..
التواصل قائم والاحتكاك يؤرخون له بشكل رسمي منذ الحروب الصليبية و ما نتج عنها، وزاد الأمر بعد حملة نابليون على مصر.. توالت بعثات العرب الى الغرب.. علماء و أدباء و فنانون مبدعون..
واليوم الكل يحج إليه ولكن ما النتيجة..؟! لماذا لم نستطع أن نمد جسور التواصل و التأثير و التفاعل هل هو لا يريد..؟ لماذا لم يستطع العرب أن يفعلوا شيئاً حتى في الحراك الثقافي إلا (ملاهي الليالي الحمراء، الشقق الفاخرة، الأرصدة، اليخوت، شراء القصور) بمعنى آخر صرف ثرواتهم على العهر وتوابعه.. والغرب لم يترك صفحة من تاريخنا إلا وقرأها، حللها، ناقش مضمونها أقام المعاهد و مراكز الدراسات من أجل ذلك، وأتت ثمارها..
لكن ماذاعن (الاستغراب)..؟؟
هل نحلم بمعهد أو مركز دراسات يعنى بدراسة الغرب و سبل التواصل معه.. لماذا لا يبدو العرب فاعلين هناك.. لماذا حملوا معهم إلى حيث هم الطائفية و العائلية و الجاهلية و القبلية و مارسوها تجاه أبناء جلدتهم، لكنهم في الغرب مع الآخر (الغربي حضاريون).
وحدهما جبران خليل جبران و إدوارد سعيد كانا علامة فارقة واستطاعا أن يتركا أثراً حقيقياً في الغرب، وليس ذلك فقط، بل إن إدوارد سعيد فكك لغز (الاستشراق) ووضع لبنة أساسية للباحثين و الاكاديميين العرب ليسيروا على منهج ما لكنهم للأسف لم يفعلوا أبداً. و ليتهم صمتوا و اكتفوا بالصمت، لقد عاد معظم مثقفينا وهم يحملون رماح وسيوف الغرب ليضربوا بها أوطانهم..
(الاستغراب) مصطلح أخذ طريقه الى النور منذ سنوات وقد كتب فيه (حسن حنفي) وآخرون، و لكن لماذا تبقى جهودنا مبعثرة..أين المؤسسات البحثية ومراكز الدراسات، أين مراكزنا الثقافية في الخارج ماذا تفعل..؟
dhasan09@gmail.com