فقد تفتت منها الكثير على تراب البلد.. والبلد مصابة بالوسواس الخناس..فقم أيها الفجر وأضئ الدروب المظلمة التي تتمشى في عقولنا.
........................................
وغداً.. علينا ترميم الصورة.. الصورة التي هم يحبونها والصورة التي انسحبنا منها.. والصور الكثيرة الزائفة التي صنعناها ثم أخذنا نصفق لها..
صور كثيرة علينا أن نمزقها غداً.. وصور علينا أن نحتفظ ببعض منها من أجل الأجيال القادمة من أبنائنا حتى لا تضيع الحقيقة.. يا الله كم أنت قاسية أيتها الحقيقة...
.......................................................................
يقولون: ستظهر الحقيقة ذات زمن.. وربما ذات جرح وقهر ودماء.. فيكون الذي (ضرب، ضرب والذي هرب، هرب..) فمن يعيد تصحيح الصورة المقلوبة؟ من يعيدها إلى وضعها الحقيقي؟
فمثلاً من سيقرأ على صحائف الزمن القادم قصة ذلك الفنان الذي تحول فجأة من فنان إلى إعلامي تفتح له الجرائد الصفراء أبوابها والفضائيات السامة خزائنها كي يشتم سورية وشعب سورية ويصبح معارضاً (ثورجياً) على طريقة أمراء النفط..؟
والله..لو أنه لم يتمسح ببلاط المسؤولين.. أو لم يتصدر موائد المدعومين لقلنا معارضته صادقة..
أليس هو الذي صنعه الإعلام السوري، وصنع صورته الزائفة؟ وهو الذي هللت له الصحافة وتناست غيره من الملتزمين الصامتين؟
ألم يكن (هذا الجاحد) على قوائم التكريم والتعظيم.. ونيل الفرص من بيوت وسيارات وعقارات..وغيره كان يعيش في بيوت المخالفات؟ أم إنه يعتقد أن البلد لا يوجد فيها فنانون غيره؟ المواهب.. كم قبض ثمن شتيمته..؟
وللعلم هذا الفنان الذي صنعته بلده التي يشتمها الآن استفاد من ميزاتها أكثر من معظم الفنانين والأدباء والصحفيين.. ولكن حان دور كشف الصورة..وحان دور التقاط الصورة الأصل، ولكن إذا كان الأصل مشوهاً فماذا نعمل؟
..........................................
وللعلم أيضاً في سورية فنانون معارضون يرفضون شتيمة بلدهم.. وفي سورية وزراء نهبوا وسرقوا وصنعوا من أنصاف الموهوبين فنانين يشتمون بلدهم، تحت شعار الديمقراطية.. ولكن وباسم هذه الديمقراطية يرفضون من ينتقدهم أو يذكرهم بماضيهم الأسود أو يشير إلى انتهازيتهم.. يعني بعد ان نهبوا البلد صاروا معارضة للبلد..
تملأ الصحف البترولية والشاشات الأميرية بالكذب والافتراء عن الشعب السوري.. وتقول إنها تتحدث باسم الشعب السوري.. فتصوروا شعباً عريقاً أبياً تتحدث باسمه معارضة مسخة.. عميلة.
................................
أما آخر العلامات الفارقة في المعارضة السورية.. تلك التي طبعت عدة كتب ولم تكتب منها سطراً ولكن (وعلى طريقة بعض أمراء النفط) وجدت هذه الشويعرة من يكتب عنها ومن يطبع لها ومن يمول منتدياتها وسهراتها التي اختارت فيها سمارها ولياليها.. ثم وبعد أن حظيت بما لم يحظ به الموهوبون الشرفاء الذين ينحتون في الصخر..خرجت علينا تلك الموهوبة؟؟ عبر الفضائية الصهيونية وقد (تمشطت وتقشطت) وراحت تشتم البلد وتسيء إلى دماء شهداء البلد.. وإلى الموهوبين الصامتين المتحملين ضيق الحال والإهمال.
وهنا لا بد من السؤال..من صنع هؤلاء وجعلهم طبولاً تقرع لخراب الوطن؟
..................................
يبدو أن الترميم الذي نحتاجه سيكلفنا الكثير من الصبر.. والصبر نفد من أيدينا.. هاهي.. باتت فارغة وليس فيها سوى القهر نفركه ونشم رائحته..من أوصل هؤلاء الانتهازيين إلى هنا؟ ومن سمح لهؤلاء الموتورين بالتكلم عن الشعب المتحمل للحصار والنار والتهجير والتدمير والجوع..وهو الذي كان يرفل بالنعمة والأمان والكرامة؟
.................................................
هرب دعاة الحرية..دعاة المعارضة.. هربوا إلى أعتاب شيوخ النفط والدولار. لأنهم في الأساس كانوا على أعتاب رجال السلطة والمسؤولين.. وهم لا يستطيعون العيش إلا على الأعتاب.. ينالون الاستثناءات من بيوت وسيارات ومنح خارج البلاد ومكافآت..لقد استمرؤوا الحياة في الفنادق والمنتجعات..لا يقوون على الحصار وضيق الحال.. هم دعاة حرية.. هكذا يدعون، ونحن ماذا؟؟.. نحن باقي الشعب السوري الذي يدفع ثمن صموده وتصديه للمؤامرة؟ نحن ماذا؟ ألا نحب الحرية والعدالة والديمقراطية؟ أم إن الديمقراطية حكر على العملاء والعاقين والحرامية السابقين؟
لنقلب الصورة.. الصورة دامية لكن.. الوطن لنا.