ولأن مراكز القرار التي تساءلت وتعجّبت معظمها موجود في تلك الدول التي خططت، وكانت رأس حربة في الحرب على سورية، أقول: سرّ الصمود هو المواطن السوري المحبّ للحياة ....المقاوم للصعاب ....صاحب الأنفة المفقودة في مشيخات النفط النتنة وأسيادهم الصهاينة والأمريكيين...
في قاموسهم ليس هناك مصطلحات المقاومة والكبرياء وحبّ الوطن ....في قاموسهم فقط عبارة المال وملذات الحياة والتآمر الممزوج بالجهل والكفر
فإذا بدأنا بالفلاح السوري نجد أنه كان ركناً مهماً وأساسياً من أركان الصمود السوري عبر استمراره في العمل، بل مضاعفته في أرضه وإعادة إحيائها لتكون ملاذاً مهماً لتأمين المواد والسلع التي منعت عن سورية بحصار جائر ظالم ....فكان مثالاً يحتذى في حب الوطن والوقوف معه ببذل جهود مضاعفة لتأمين ما يحتاجه.
صحيح هناك غلاء ....وهناك أزمات متعددة ... وهذا أمر طبيعي على بلد مرّت عليه أربع سنوات يحارب الجهلة والتكفير ليحافظ على قوامه ومؤسساته وكيانه.... لكن بالمقابل ليس هناك سلع فقدت من الأسواق ...هناك فقط مواطن أصرّ أكثر من أي وقت مضى على العمل ليلاً نهاراً ليبقى وطنه مرفوع الهامة كما كان دائماً.
وهذا ينطبق على الصناعي والتاجر والموظف ....هؤلاء (الشرفاء منهم) قهروا المؤامرة باستمرارهم العمل والإنتاج والدوام لتبقى مؤسسات الدولة قائمة.
البعض يقول: هناك صناعيون هربوا ... وتجار استغلوا ...وموظفون هربوا ....
نعم ....كل ذلك موجود ....لكن بالمقابل هناك أضعاف مضاعفة تشبثوا في مواقعهم وأعطوا مثالاً للعطاء وحب الوطن تعجب العالم المتآمر على سورية منه ....
باختصار ....إنها سورية....ومن لايعرفها فليعد إلى التاريخ ويقرأه جيداً .....حينها سيضطر إلى مراجعة حساباته .....هذا إن كان هناك عقل يفكّر ويحسب في مشيخات تعيش في عصور الجاهلية.