ومثل هذا الكلام ليس مصدره شيطنة أميركا أو الرغبة بوصفها بما ليست هي عليه، بل هو حقيقة يؤكدها يومياً صديق أميركا قبل عدوها نظراً للنتائج الكارثية التي تخلفها السياسات الأميركية ضد شعوب المنطقة بدءاً من تهجير شعوبها بسبب دعم واشنطن للتنظيمات الإرهابية وانتهاء بقتل عشرات الآلوف على أيديها وأيدي أدواتها التكفيرية.
واليوم يؤكد هذه الحقيقة عشرات الخبراء والباحثين المختصين بالسياسة الدولية والذين يجزمون أنه في خلفية التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب مهام خفية غير معلومة فضلاً عن أن أميركا تستخدم وسائل مشكوك بها كثيراً لتحقيق أهداف استراتيجية مشكوك بها أساساً.
لكن المفارقة الغريبة العجيبة في أميركا وإدارتها أنها لاتزال تسوق بأنها تحارب الإرهاب فقط من أجل القضاء عليه وتحقيق الأمن لشعوب المنطقة وأنها تنفق مئات الملايين من الدولارات وترصد المليارات الأخرى من أجل هذه الغاية النبيلة.
لاأحد بالطبع يصدق أميركا على غيرتها على الأمن والاستقرار العالمي والحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته وعلى رغبتها بنشر الحرية والديمقراطية في المنطقة والعالم وعلى نيتها تخليص البشرية من الديكتاتوريات والأمراض والفقر والغزو والاحتلال والاستعمار وكل موبقات الدنيا.
فهذا هو تاريخ أميركا وهذه نتائج سياساتها من دعم للاستعمار الصهيوني إلى غزو للدول والشعوب مروراً بتصنيع فيروسات القتل الجماعي للبشرية بدءاً من (الانفلونزات) المتعددة وانتهاء بـ «ايبولا» وإخوته القادمين في السنوات المقبلة كما يتوقع العالم.. فهل يدرك المعجبون بأميركا هذه الحقائق؟!.
ahmadh@ureach.com