لا تسرعوا لعلبة إداناتكم الجاهزة. نحن لا نتحدث عن مؤامرة ! جون كيري هو الذي قال فاضحاً مشروع الحلف ذاك !!! وما من داع لأن نستنتج ذيول مؤامرة ما.
اللافت في كلام كيري ليس مسألة التحالف المحتمل علنياً والقائم فعلياً ... بين إسرائيل ودول عربية . لم تغب التحالفات العربية الاسرائيلية عن أي عدوان تعرضت له شعوب المنطقة. وبالتالي لا حاجة للاستهجان والاستغراب وليس من حق أحد أن يستغرب ! فوزير الخارجية الأميركي هو القائل ... وليس وزير خارجية احدى دول المنطقة. والتاريخ لا ينفي مثل هذه التحالفات منذ الحروب الصليبية وحتى اليوم. وتتذكر بريطانيا العظمى العائدة اليوم إلى شرق السويس من بوابة البحرين ، ومعها فرنسا الحاقدة ، أنهما عندما تحالفا مع إسرائيل للعدوان على مصر كان ثمة دول عربية تتحالف معهم ! دول حلف بغداد على الأقل. اللافت في كلام الوزير الأميركي هو ربط التحالف بزيادة العنف في المنطقة. السؤال:
ألا يخلق ذلك مصلحة لإسرائيل في زيادة هذا العنف؟ طالما أنها ستصل بنتيجته إلى التحالف المعلن مع دول عربية؟!! ... والتي هي حالة وإن كانت قائمة اليوم بالتستر وعلى خجل تسعى إسرائيل بكل ما لديها من قوة ونفوذ على أميركا ومن خلفها عرب أميركا إلى جعلها حالة معلنة ويتمنطق الاعلام العربي تحديداً بالدفاع عنها وشرح مبرراتها ابتداء من مواجهة ايران وانتهاء بزيادة العنف في المنطقة.
ثم ألا يمكن أن يكون العدوان الإسرائيلي الذي يبدو مقبولاً عربياً، دفعة توضيح للتحالف الذي يبشر به السيد كيري؟؟!!
لا بد لدولة مثل سورية تعتبر الأبرز اليوم والأكثر جدية في محاربة الارهاب أن تشعر بالمكيدة. فهي، بغض النظر عن موقفها من التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، وما يمكن أن يكون موقفها إن اقتربت اسرائيل من هكذا تحالف، يعلن المتحالفون استبعادها ، دون أن تطلب منهم الدخول معهم في تحالفهم؟!.
اليوم إذ يعلن كيري مشروع التحالف الجديد صباح أو عشية العدوان الاسرائيلي على الأراضي السورية لا يبقى لسورية أي فرصة لرصد أي احتمال للتخلي قيد أنملة عن موقعها أو موقفها مهما كانت الصعوبات ودرة الخطر في هذا الموقف!!.
تبقى سورية حيث هي ... يد ممدودة للسلام والحل السياسي الوطني، ويد على المدفع... بتعاون لا يتردد مع الأصدقاء الصادقين وما أكثرهم، من إيران إلى روسيا والصين ودول شقيقة وأخرى صديقة... و40 دولة تلتقي اليوم في طهران في مؤتمر عالم بلا عنف وتطرف ... أي عالم لا يحتاج تحالفاً عربياً اسرائيلياً.
As.abboud@gmail.com