تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حوالات متعثّرة..

على الملأ
الاثنين 28-10-2019
علي محمود جديد

على الرغم من العراقة التي يمتاز بها المصرف التجاري السوري، والثقة العالية التي يمنحها له الزبائن والمتعاملون، فعند بدايات العام اتخذ المصرف جملة إجراءات لجذب المزيد من الودائع، وكان أبرزها تعديل حجم الإيداع المسموح به لودائع التوفير للأفراد والمؤسسات من 25 مليون ليرة في الحساب،

إلى خمسين مليوناً، وبفائدة 8,25% وسرعان ما تمت الاستجابة كما يشتهي.. وربما أكثر، فقد أعلن في أواسط العام الجاري عن ارتفاع حجم الودائع فيه إلى تريليون و/620/ مليار ليرة سورية، وهذا مؤشّر لا يرقى إليه الشك بأنّ المصرف التجاري السوري يكتسب الثقة العالية من المتعاملين معه، ولا نشك بأنه أهلٌ لذلك.‏

غير أن هذه الثقة كان من المفروض أن تنعكس تلقائياً على أداء المصرف بشكل عام، وبما يتناسب مع معانيها، حرصاً على تعزيزها بمختلف الاتجاهات، فحرص البنك على بثِّ الطمأنينة في نفوس المودعين يبقى جانباً من جوانب أخرى مختلفة، يجب أن لا تقلّ عن إحساس المودع بأهمية إجراءات البنك ضد المخاطر التي يقوم بها ونلمسها أو على الأقل نلمس آثارها الواضحة، ولكن الذي يجري أن هناك أعمالاً يقوم بها البنك عبر جوانب أخرى، لا ترقى إلى هذا المستوى الرفيع من الثقة، ومن أبرز هذه الأعمال (الحوالات المالية) بين المحافظات للمبالغ الصغيرة (عشرات الآلاف)، فلا يزال أداء البنك التجاري في تنفيذ الحوالات لا يرقى إلى المستوى المطلوب، إذ يتعامل مع الحوالات بروتين مزعج، وبطءٍ شديد، وكأننا عند طلب إرسال حوالة نقتحم أمراً لا علاقة لهم به..! وكذلك الأمر عند تسليم الحوالة، فيحصل نوع من الإرباك أولاً، ثم تبدأ الوشوشات والاستشارات من واحدٍ إلى آخر، وتسويفات.. إلى أن يمضي وقت طويل يستغرق نحو ساعة أو ساعتين أحياناً حتى يتم تسليم الحوالة..!!‏

لا ندري ما هو السرّ في ذلك..؟! ولا ندري كيف يستهين المصرف بهذه الخدمة في حين نراها تسير بكثيرٍ من السلاسة والأريحيّة في بعض شركات النقل وشركات تحويل الأموال..؟!‏

على كل حال الحكومة بدأت مشواراً مكللاً بالتفاؤل لتنفيذ مشروعها في إصلاح القطاع العام الاقتصادي، وستكون المصارف مستهدفة بقوة في هذا المشروع بطبيعة الحال، ومن المفترض أن يتخلّص التجاري وغيره من المصارف العامة من مثل هذه الهنات الصغيرة والمزعجة ليرتقي العمل بها إلى مستوى الثقة العالية، ولكن الأجمل من ذلك إن أدرك المصرف مبكّراً أهمية تلافي هذا الأمر وغيره من الأمور الصغيرة، فهو بالنهاية وسط منافسين ليس له أن يكون أقلّ منهم كفاءةً وقدرةً على تنفيذ العمليات المصرفيّة مهما كانت صغيرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11502
القراءات: 873
القراءات: 846
القراءات: 857
القراءات: 912
القراءات: 894
القراءات: 881
القراءات: 882
القراءات: 922
القراءات: 941
القراءات: 859
القراءات: 938
القراءات: 945
القراءات: 924
القراءات: 1052
القراءات: 980
القراءات: 957
القراءات: 1027
القراءات: 963
القراءات: 1036
القراءات: 936
القراءات: 1013
القراءات: 1033
القراءات: 1036
القراءات: 1096
القراءات: 1085

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية